وروينا عن السيد أبي العباس الحسني رحمه الله تعالى أنه قال: قال رجل لأبي جعفر عليه السلام بماذا تفتخرون علينا.

قال: نفتخر عليكم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنه أبونا، وكنا نفتخر عليكم قبل الإسلام بأبينا عبد المطلب المطعم الناس في السهل، والمطعم الوحش في رؤس الجبال، فهاتوا مثل أبينا في الجاهلية ومثل أبينا في الإسلام؛ فأما أبونا عبد المطلب فكنتم له شبيهاً بالعبيد، يجل من يشاء ويرذل من يشاء، ويحل ما شاء فيكم، ويحرم ما شاء ويستعبد من يشاء.

وأما أبونا صلى الله عليه وآله وسلم فبعثه الله تعالى لجميع خلقه، ثم أيده بملائكته ومن أراد من عباده.

وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن عبد المطلب سن خمساً من السنن أجراها الله عز وجل في الإسلام: حرم نساء الأباء على الأبناء، فأنزل الله سبحانه قرآناً{وَلاَ تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}[النساء:22]، وسن الدية في القتل مائة من الإبل فجرت في الإسلام، وكان يطوف بالبيت سبعة أشواط؛ ثم يقف على باب الكعبة ويحمد الله تعالى [56-ج] عز وجل ويثني عليه.

وكانت قريش تطوف ما شاءت قَلَّ أو أكثر فسن عبد المطلب سبعة سبعة، فجرى ذلك في الإسلام، ولما حفر زمزم سماه سقاية الحاج فأنزل الله في ذلك{أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}[التوبة: 19].

قال السيد أبو العباس([29]) أخبرنا الرواة عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يبعث عبد المطلب يوم القيامة أمة واحدة، كان يستقسم بالأزلام، ولا يعبد الأصنام ويقول: أنا على دين إبراهيم عليه السلام)).

قال السيد أبو العباس رحمه الله تعالى: أخبرنا الرواة عن محمد بن جعفر قال: قال علي عليه السلام: ما عبد أبي ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قط.

قيل: فما كانوا يعبدون.

 قال: كانوا يصلون إلى البيت على دين إبراهيم الخليل مستمسكين به.

وأما هاشم بن عبد مناف، واسمه: عمرو، وهو أول من أطعم الطعام، وهشم الثريد، ولذلك سمي هاشماً، وكانت مائدته منصوبة لا ترفع لكل وارد وصادر، وكان يكسو ويحمل مَنْ طَرَقه وينصر المظلوم، ويؤوي الخائف ولذلك قيل:

98 / 398
ع
En
A+
A-