قال نعم.نبيكم خير النبيين، ووصيكم خير الوصيين، وحمزة سيد الشهداء، وجعفر الطيار في الجنة، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ورجل منا يخرج في آخر الزمان يقال له: المهدي.

وعن عوف بن رجاء العطارديقال: لما بايع الناس لأبي بكر، دخل أبو ذر المسجد، فأخذ بعضادتي الباب، ثم قال: يا معشر من حضر من عرفني منكم فقد عرفني، ومن لم يعرفني أنبأته باسمي: أنا جندب بن جنادة، أبو ذر الغفاري، أنا رابع أربعة؛ ممن أسلم مع رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- سمعت رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: ((لما نزلت هذه{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ، ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[آل عمران: 33،34] يقول: النطفة: من آدم، والسلالة من نوح والسلالة: من إسماعيل والعترة: الهادية من محمد ؛ فمحمد خاتم الأنبياء، وعلي وصي الأوصياء؛ فعنده علم الأوصياء، وميراثهم الذي ورثوه من أنبيائهم الخبر)).[54-ج].

ومن كتاب: (الكامل المنير) عن أبي أيوب الأنصاري [ ] أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرض مرضاً شديداً، فاشتد مرضه فدخلت عليه ابنته فاطمة عليها السلام تعوده، وقد كان نَاقِهاً من مرضه، فلما رأت ما برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الجهد خنقتها العبرة، حتى جرت دمعتها على خدها.

فقال لها: يا فاطمة أما علمت أن الله عز وجل اطلع إلى الأرض اطلاعة واحدة فاختار منهم أباك فجعله نبياً [25 أ - ب]، ثم اطلع الثانية فاختار منهم بعلك وأوحى إليَّ أن أنكحه، واتخذه وصياً.

 أما علمت يا فاطمة أن لكرامة الله إياك زوجك أعظمهم حلماً، وأقدمهم سلماً، وأكثرهم علماً، فسرت بذلك، واستبشرت بما قال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأراد أن يزيدها من مزيد الخير كله الذي قسمه الله عز وجل لمحمد وأهل بيته فقال لها: يا فاطمة لعلي ثمانية أضراس ثواقب إيمانه بالله ورسوله، وعلمه، وحكمته، وزوجته فاطمة، وسبطاه الحسن والحسين، وأمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر يا فاطمة: إنا أهل بيت أعطانا الله سبحانه سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين، ولم يدركها أحد من الآخرين غيرنا، نبينا خير الأنبياء، وهو: أبوك، ووصينا خير الأوصياء، وهو: بعلك، وشهيدنا خير الشهداء: وهو: حمزة عمك ومنا من له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة حيث يشاء وهو: جعفر بن أبي طالب ابن عمك، ومنا سبطا هذه الأمة: وهما ابناك الحسن والحسين، ومنا والذي نفس محمد بيده مهدي هذه الأمة)).

وقد روى ابن المغازي في مناقبه هذا الحديث بإسناده عن أبي أيوب الأنصاري سواءً سواءً لم يختلفا إلا فيما لا يعتد يه، ورويناه عنه.

وروينا أن حمزة، وعلياً، وعبيدة بن الحارث أول من بارز يوم بدر برزوا لعتبة، وشيبة والوليد بن عتبة فقتلوهم، فله عليه السلام بمن ذكرنا ممن تقدم من أقاربه، وأهله ولهم به من الشرف والفضل ما لا يوجد لغيرهم، وإنما ذكرنا ذلك لنريك أيها الناظر بعين البصيرة أن أسباب الشرف والفضل، والرفعة، والمجد قد أحاطت به عليه السلام إحاطة إلهالة له بالقمر والأكمام بالثمر أصلاً وفرعاً، وقولاً وفعلاً، واختياراً من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، واقتباساً للخير وطرقه، ولك فيما مضى وفيما يأتي إن شاء الله تعالى في هذا الباب مسرح خصيب، ومسلك رحيب.

وروينا أن معاوية لعنه لله كتب إلى علي عليه السلام:أني سيد قريش في الجاهلية، وملك في الإسلام، وخال المؤمنين، وكاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمن مثلي، وكنت كاتباً وهذه حالي.

فلما قرأ الكتاب قال لابن عباس يفاخرني ابن آكلة الأكباد اللعين بن اللعين أبو اللعين فاكتب فكتب:

محمد النبي أخي وصهري
وجعفر الذي يضحي ويمسي
وبنت محمد سكني وعرسي

95 / 398
ع
En
A+
A-