إخوانه الملائك الأبرار
حمزة سيف الملة البتار

وروينا عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((في قول الله عز وجل {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}[الأحزاب: 33] فأنا وأهل بيتي من المطهرين من الذنوب، ألا وإن الله تبارك وتعالى اختارني من ثلاثة من أهل بيتي، وأنا سيد الثلاثة، وسيد ولد آدم يوم القيامة، ولا فخر.

 قال أهل السنة([26]): يا رسول الله سَمِّ لنا الثلاثة نعرفهم فبسط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كفهُ الطيبة المباركة، ثم حلَّق بيده.

 فقال: اختارني وعلي وحمزة وجعفر الطيار عليهما السلام كُنَّا رقوداً بالأبطح ليس مِنَّا إلا مسجى بثوبه علي عن يميني، وجعفر عن شمالي، وحمزة عند رجلي فما نبهني من رقدتي غير حفيف أجنحة الملائكة عليهم السلام وبرد ذراع علي عليه السلام تحت خدي فانتبهت من رقدتي، وجبريل عليه السلام في ثلاثة أملاك؛ فقال له بعض الأملاك الثلاثة: يا جبريل إلى أي هؤلاء أرسلت.

 فحركني برجله؛ وقال: إلى هذا، وهو سيد ولد آدم([27])، وهذا علي خير الوصيين، وهذا حمزة سيد الشهداء، وهذا جعفر له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة حيث يشاء.

وروينا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((إن آل عبد المطلب من شجرة واحدة وأنا وجعفر من غصن من أغصانهم فاشبه خُلقه خُلقي وخَلقة خَلقي)).

وروينا من صحيح البخاري عن البراء في حديث طويل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى انتهى فيه إلى قوله: وقال لعلي: ((أنت مني وأنا منك وقال لجعفر: أشبهت خَلقي وخُلقي)).

ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي رفعه إلى ابن عمر قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة مؤتة زيد بن حارثة فقال: إن قتل زيد فجعفر وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة.

قال ابن عمر: وكنت معهم في تلك الغزاة فالتمسنا جعفراً فوجدناه في القتلى ووجدنا فيما أقبل من جسده بضعاً وسبعين من طعنة ورمية.

93 / 398
ع
En
A+
A-