قال: يا حميرا أتدرين لماذا أقبلها.

قالت: لا.

قال: لما أسري بي جبريل إلى السماء، وأدخلني الجنة فرأيت على بابها شجرة يقال لها طوبى حملها أصفر من الرمان، وأكبر من التفاح، وأحلى من العسل، وأبيض من اللبن وألين من الزبد وأعذب من الشهد ليس له عجم؛ فناولني جبريل واحدة منها فأكلتها.

فإذا عند أصل الشجرة عين يقال لها: سلسبيل، أبيض من اللبن، وأضواء من الشمس؛ فسقاني جبريل من ذلك الماء؛ فشربت ؛ فلما نزلت إلى الأرض اشتهيت خديجة فواقعتها؛ فحملت بفاطمة عليها فهي حورا أنيسة ليس يخرج منها، ما يخرج من النساء عند الحيض، وإذا اشتهيت رائحة الجنة قبلتها، وشميت منها رائحة الجنة))([19]).

وأما قولنا وأكرم الأصل بها لقاحه فقد تقدم ذكر الأصل، واللقاح في خبر الشجرة.

 وروينا عن علي عليه السلام أنه قال قال: رسول صلى الله عليه وآله وسلم: ((إنما أنا بشر مثلكم أتزوج فيكم، وأزوجكم إلا فاطمة؛ فإنه نزل تزويجها من السماء)).

وروينا عن الصادق عليه السلام لفاطمة عليها السلام ثمانية أسماء: الصديقة، والزهراء، والطاهرة، والزكية، والرضية، والمرضية، والبتول، وفاطمة.

وروينا عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول لله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي بن أبي طالب: ((أوصيك بريحانتي من الدنيا فعن قليل ينهد ركناك والله خليفتي عليك)).

فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال علي عليه السلام: هذا أحد ركني الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما ماتت فاطمة عليها السلام قال علي عليه السلام: هذا الركن الثاني([20]) الذي قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وروينا من مسند بن حنبل، ما رفعه إلى ابن أبي رافع عن أبيه عن أمه سلمى قالت: اشتكت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمرضنها فأصبحت يوماً كأمثل ما كانت ؛فخرج علي بن أبي طالب عليه السلام.

86 / 398
ع
En
A+
A-