فقال علي: رضيت بذلك عن الله وعن رسوله.
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم جمع الله شملكما، وأسعد جدكما، وأخرج منكما كثيراً طيباً.
وروينا عن الثعلبي في تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً}[الفرقان:54] يرفعه إلى أبي قتيبة التميمي قال: سمعت ابن سيرين في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً}[الفرقان:54] قال: نزلت في النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي بن أبي طالب عليه السلام حال تزوج فاطمة {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً}[الفرقان: 54].
وروينا عن أنس بن مالك قال لما زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة من علي عليه السلام.
قال: يا أم أيمن زفي بنتي إلى علي ومريه أن لا يعجل حتى آتيها؛ فلما صلى العشاء أقبل بركوة فيها ماء فتفل فيها ما شاء الله، وقال اشرب يا علي، وتوضاء، واشربي يا فاطمة وتوضائي، ثم رد عليهما الباب، فبكت فاطمة فقال: ما يبكيك يابنية قد زوجتك أقدمهم [48 –ج] إسلاماً، وأحسنهم خلقاً، وأعلمهم بالله علماً.
وروينا: أنه لما وقع التزوج بين فاطمة، وعلي دخلت فاطمة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي باكية.
فقال: لم تبكين لا بكت عيناك.
فقالت: عيرتني نساء من قريش، وقلن: أبوك زوجك من أنزع بطين مصفار كبير الرأس دقيق الساقين، فقير فأضجرتني أقاويلهن.
فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم - أما ترضين أن الله تعالى نظر إلى الخلق نظر الرحمة؛ فاختار منهم رجلاً فجعله أباك، ثم نظر ثانياً نظرة الرحمة، فاختار آخر جعله زوجك.
يا فاطمة إن كبر رأسه لرزانة عقله، وصفرة لونه من خشية الله تعالى، وعظم بطنه لأن فيه خزانة العلم، ودقة الساق من كثرة العبادة.