قال: يا فاطمة آخا النبي -صلى الله عليه وآله وسلم -بين المهاجرين والأنصار، وأنا واقف يراني ويعرف مكاني، ولم يؤاخ بيني وبين أحد.
قالت: لا يحزنك الله، لعله إنما دخرك لنفسه.
فقال بلال: يا علي أجب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأتى عليٌّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما يبكيك يا أبا الحسن.
قال: آخيت بين المهاجرين والأنصار يا رسول الله وأنا واقف تراني وتعرف مكاني، ولم تؤاخ بيني وبين أحد.
فقال: إنما دخرتك لنفسي ألا يسرك أن تكون أخا نبيك.
قال: بلى يا رسول الله أنى لي بذلك فأخذه بيده، فأرقاه المنبر وقال: اللهم إن هذا مني وأنا منه ألا إنه بمنزلة هارون من موسى ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه.
قال: فانصرف علي قرير العين فأتبعه عمر بن الخطاب فقال: بخ بخ يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولى كل مسلم.
ومنه أيضاً بالإسناد عن زيد بن أرقم قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ((إني مؤاخ بينكم كما آخا الله بين الملائكة، ثم قال لعلي: أنت أخي ورفيقي ثم تلا هذه الآية: {إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}[الحجرات:47] الأخلاء في الله ينظر بعضهم إلى بعض.
وروينا من الجمع بين الصحاح الستة، بالإسناد عن ابن عمر قال: لما آخا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أصحابه جاءه علي عليه السلام تدمع عيناه فقال: يا رسول الله آخيت بين أصحابك، ولم تؤاخ بيني وبين أحد.
قال: فسمعت النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: ((أنت أخي في الدنيا والآخرة)).