وروينا عن جابر قال: لما توفيت فاطمة بنت أسد حزن عليها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم -حزناً شديداً، ثم قال ((يرحمك الله يا أماه لقد كنت تشبعيني وتجوعين عيالك عليّاً، وجعفراً، وعقيلاً، يرحمك الله يا أماه لقد كنت تؤثريني على نفسك وولدك)).
وروينا عن الزبير بن العوام قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعوا النساء إلى البيعة حين نزل قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ}[الممتحنة:12] فكانت أول امرأة بايعت فاطمة بنت أسد.
ولما ماتت فاطمة كفنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قميصه، ونزل في قبرها وتمرغ في لحدها، فقيل له في ذلك.
فقال: ((إن أبي هلك وأنا صغير فأخذتني هي وزوجها فكانا يوسعان عليَّ ويؤثراني على أولادهما فأحببت أن يوسع الله عليها في قبرها)).
وروينا عن أبي عبد الله أنه قال: لما توفيت فاطمة بنت أسد أوصت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقبل وصيتها ونزع قميصه، وقال كفونها فيه؛ واضطجع في لحدها.
وقال: أما قميصي فأمان لها يوم القيامة، وأما اضطجاعي في لحدها فليوسع الله عليها.
وروينا أنه صلى الله عليه وآله وسلم صلَّى عليها فكبر أربعين تكبيرة.
فقيل له في ذلك فقال: حضرني من الملائكة أربعون صفاً فكبرت لكل صف تكبيرة ؛ فجرى النبي –صلى الله عليه وآله وسلم- مجرى الأخ لعلي عليه السلام لتربية أمه له، ولغير ذلك مما يأتي ذكره إن شاء الله تعالى، وفاطمة بنت أسد بن هاشم رحمة الله عليها ورضوانه هي: أول هاشمية ولدت هاشمياً.
|
وهو الذي الذي كان أخاً للمصطفى |