ألم تعلموا يا قوم أن محمداً

 

نبي كموسى والمسيح بن مريم

وروى عن المنصور بالله أيضاً قوله:

وبالغيب آمنا وقد كان قومنا

 

يصلون للأوثان قبل محمد

وروي أن أبا طالب فقد يوماً صلى الله عليه وآله وسلم فظن أنه قد قتل فدعى فتيان بني هاشم وبني المطلب، وقال لهم: ما أرى قريشاً، إلا قد قتلت محمداً فليأخذ كل رجل منكم سكيناً، ويجلس إلى عظيم من عظما قريش، فاذهب فاطلبه فإذا دخلت المسجد، وقلت: أَنْعي محمداً فليبقر كل واحد منكم بطن صاحبه، بما في يده، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في بيت عند الصفا فجاءه فلما رآه أبو طالب قام إليه وأعتنقه، وأخذ بيده حتى قام على أندية قريش وقال: يا معشر قريش هل تدرون ما هممت به وقص القصة وقال لفتيانه: والذي نفسن أبي طالب بيده لو قتلتموه ما بقى منا رجل حي في الأرض حتى نتفانا.

وقال أبو طالب في ذلك أشعاراً عرضنا عنها في هذا الموضع طلباً للإختصار، وحاصرت قريش النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبني المطلب على ما روى جماعة منهم: الإمام الناصر عليه السلام ثلاث سنين في شعب بني المطلب حتى أكلوا القد، والجلد، وفي الشعب أطعم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القوم ما لا يشبع أحدهم، وسقاهم جميعاً ما لا يروي أحدهم فشبعوا والطعام باقي ثم دعاهم إلى دين الله، فقال أبا لهب: لشدَّ ما سحركم ابن أبي كبشة، ولا أبي طالب، ولا قريش في شأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لا يتسع هذا الموضع لذكره؛ ولما تقارب من أبي طالب الموت، قال الراوي في سيرة رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم، وقد كان الرسول –صلى الله عليه وآله وسلم- لقنه الشهادة ولم يسمعها منه.

قال نظر العباس إليه وهو يحرك شفتيه قال: فأصغى إليه بأذنه قال: فقال يا ابن أخي والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها فشهد العباس بإسلامه وأقسم بالله لقد قالها أبو طالب، وهذا هو الصحيح يؤيد ذلك قوله:

71 / 398
ع
En
A+
A-