وأمهُ إذا دخلت لا تقصده
فمن قلاه فالجحيم موعده

فيما ذكرناه في ذلك ما هو الصحيح من الرواية عند أهل البيت عليهم السلام، وهو أن فاطمة بنت أسد رحمها الله تعالى أُمَّهُ عليه السلام. قالت: لما قرب وقت ولادتي لعلي كانت العادة في نساء بني هاشم يدخلن البيت، ويمسحن بطونهن بحيطانه، فيخف عليهن الوضع، فخرجت مع حفدتي، وقضيت حاجتي من البيت؛ فلما أردت أن أخرج وإذا بعلي كأنه عمود من حديد لم ينته حتى وضعته من ساعتي في زاوية البيت من ناحية اليمن، وليس في الموضع أشرف من هذا.

وروينا في حديث آخر عن فاطمة بنت أسد رحمها الله تعالى أنها قالت: أخذني الطلق قمت فأتيت المسجد فطفت بالبيت فاستقبلني محمد رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: يا أماه ما لي أرى وجهك متغيراً.

 قلت: أخذني الطلق.

 فقال: ادخلي الكعبة في ستر الله فدخلت فولدت علياً.

وروينا من مناقب بن المغازلي حديثاً مسنداً إلى زين العابدين عليه السلام، ثم إلى أم عمارة وهي ما روت، أنها كانت في نساء من العرب إذ أقبل أبو طالب كئيباً حزيناً.

 فقلت له: ما شأنك يا أبا طالب.

 فقال: إن فاطمة بنت أسد في شدة المخاض، ثم وضع يده على وجهه فبينما هو كذلك إذ أقبل محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ما شأنك يا عم.

 فقال: إن فاطمة بنت أسد تشتكي المخاض فأخذ بيده وجاء وقمت معه فجاء بها إلى الكعبة فأجلسها في الكعبة ثم قال: اجلسي على اسم الله.

64 / 398
ع
En
A+
A-