فتأمل أرشدك الله، إكرامهما من الله تعالى بهذا وكون أصلهما أصل كل نور، وكيف كان نورهما شيئاً واحداً حيث أودعه الله تعالى إلى أوان قسمته بين أبويهما، وفي ذلك لطيفة وهي: حديث المؤاخاة ولمثل هذا قال: النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: ((حسبك أنك مني وأنا منك لحمك من لحمي وجلدك من جلدي وعظمك من عظمي ودمك من دمي والإيمان مخالط للحمك وجلدك وعظمك ودمك)).
ومثل ذلك ما روى إسحاق بن أحمد بن عبد الباعث رحمه الله في كتاب: ( الحياة) من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: ((يا علي والذي بعث محمداً بالنبوة وأكرمه بالرسالة ما خلق الله سبحانه خلقاً أكرم عليه مني وخلقني وخلقك من الطينة التي خلقني منها، يا علي: من لم يعرف حرمتي وحرمتك، وحرمة أهل بيتي فهو على غير الفطرة التي جئت بها من عند ربي هذا وخصال الفضل، والكمال إنما تكون بالقرابة من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وبه فخرت العرب على العجم، وفخرت قريش على سائر العرب لقرابتها منه فإذاً أهله بهذا الفخر أولى[37 -ج ]، ثم علي عليه السلام بإجماعهم وإجماع المحققين من العلماء أفضل الكل، فهل ترى أيها الطالب نجاة نفسه من هو من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو منه على مثل هذه الحالة أولى بالأمة بعده، أو من لاحظ له في ذلك مع أن في بعض هذه الأخبار التصريح بالنبوة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبالخلافة لأمير المؤمنين عليه السلام:
|
هل كان في كتابه الأسماء |
مشارك الخمسة في الكساء
لاحظ للكافر في الثناء
حيث رأى النور على الأساس
يعفوا له عن طاعة الوسواس
فهل لهم في القوم من قياس
روينا أن الله تعالى قبل أن خلق آدم كتب على ساق العرش: محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، فلما خلق الله آدم عليه السلام رأى تلك الأسماء تتلألأ فقال: يا رب من هؤلاء.
فقال: هم من ذريتك آخر نبي من أولادك، أكرم الخلق عليَّ فلما وقع منه ما وقع قال: بحق الخمسة إلا غفرت لي.