فقال: ((إن داري ودار علي غداً واحدة في مكان واحد)).
وروينا عن جابر بن عبد الله: عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال لعلي عليه السلام: ((ضع خمسك في خمسي فجعل كفه في كفه، فقال: يا علي خلقت أنا وأنت من شجرة واحدة أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، فمن تعلق بغصن منها أدخله الله الجنة، يا علي لو أن أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا، وصلوا حتى يكونوا كالأوتار وأبغضوك لأكبهم الله في النار)).
وروينا من مناقب بن المغازي رفعه بالإسناد إلى جابر بن عبد الله قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم بعرفات، وعلي تجاهه إذ قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ادن مني يا علي خلقت أنا وأنت من شجرة واحدة صيغ جسمك من جسمي، خلقت أنا وأنت من شجرة واحدة أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسن أغصانها، فمن تعلق بغصن منها أدخله الله الجنة)).
فانظر رحمك الله تعالى إلى هذا الشرف العظيم، والفضل الجسيم الذي ليس للقوم مثله، وأما كونه قسيم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نوره ففي ذلك ما روينا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعلي: ((يا علي خلق الله تعالى نوراً فجزأه خلق العرش من جزء، والكرسي من جزء، والجنة من جزء، والكواكب من جزء، والملائكة من جزء، وسدرة المنتهى من جزء، والشمس والقمر من جزء، وأمسك جزءاً تحت بطنان العرش حتى خلق الله آدم فأودع الله ذلك الجزء في جبينه، فكان ينتقل ذلك من أب إلى أب إلى عبد المطلب، ثم صار نصفين فنقل جزء إلى عبد الله والد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونصفها إلى أبي طالب [36 - ج]، وخلقت أنا من جزءٍ وأنت من جزءٍ، والأنوار كلها من نوري ونورك يا علي)).
وعن أبي ذر، وجابر عن: النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد قد سبح الله يمنة العرش قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام، فلما أن خلق الله آدم جعل ذلك النور في صلبه، ولقد سكن الجنة، ونحن في صلبه.
ولقد همَّ بالخطيئة، ونحن في صلبه، ونحن في صلبه، ولقد ركب نوح السفينة، ونحن في صلبه، ولقد قذف بإبراهيم في النار، فلم يزل ينقلنا الله تعالى من أصلاب طاهرة أرحام طاهرة حتى انتهى بنا إلى عبد المطلب، فقسمنا نصفين، وجعلني في صلب عبد الله، وجعل علي في صلب أبي طالب وجعل فيَّ النبوة والبركة، وجعل في علي الفصاحة والفروسية، وشق لنا اسمين من أسمائه فذو العرش محمود، وأنا محمد والله الأعلى وهذا علي، وزاد جابر: فعلي شقيقي وأخي ووارثي، وأبو ولدي، مُحِبُّه مُحبي، ومبغضهُ مبغضي، ووليهُ وليِّ، وعدوه عدوي، وناصره ناصري، وخاذله خاذلي)).
وفي ذلك ما روى من كتب العامة وروايتهم فمن ذلك ما رويناه عن الإمام المنصور بالله عليه السلام.
فمن مسند بن حنبل رفعه إلى سلمان الفارسي رحمه الله قال: سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((كنت أنا وعليٌّ نوراً بين يدي الله عز وجل قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم قسم ذلك النور جزئين فجزءٌ أنا وجزءٌ علي)).
ومن مناقب بن المغازي بإسناده عن سلمان قال: سمعت حبيبي محمداً صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عز وجل، يسبح الله ذلك النور، ويقدسه قبل أن يخلق الله آدم بألف عام، فلما خلق الله تعالى آدم ركب الله ذلك النور في صلبه، فلم يزل في شيئ واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب))، ففيَّ النبوة، وفي علي الخلافة، ومنه أيضاً بالإسناد إلى أبي ذر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: كنت أنا وعلي نوراً عن يمين العرش، يسبح الله ذلك النور، ويقدسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ولم أزل أنا وعلي في شيء واحدٍ حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ومنه أيضاً بالإسناد إلى جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أنزل الله قطعةً من نور فأسكنها في صلب آدم فساقها حتى قسَّمها جزئين، فجعل جزءاً في صلب عبد الله، وجزءاً في صلب أبي طالب فأخرجني نبياً، وأخرج علياً وصياً)).
ومن كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمي في باب (الخا) بإسناده عن سلمان قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم: ((خلقت أنا وعلي من نور واحد قبل أن يخلق الله آدم بأربعة آلاف عام، فلما خلق الله آدم ركب ذلك الله ذلك النور في صلبه، فلم يزل في شيئ واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ففيَّ: النبوة وفي علي: الخلافة)) تمت روايتنا عن المنصور بالله من كتب العامة في هذا الموضع.