وروى أبو أمامة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم إن الله تعالى خلق الأنبياء من أشجار شتى، وخلقت أنا وعلي من شجرة واحدة فأنا أصلها، وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمارها وأشياعنا أوراقها فمن تعلق بغصن نجا ومن زاغ هوى ولو أن عبداً عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام، ثم ألف عام ثم ألف عام حتى يصير كالشن البالي، ثم لم يدرك محبتنا أهل البيت كبه الله على منخريه في النار، ثم قرأ: {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: 23].
وفي ذلك أيضاً ما ورد في تفسير قوله تعالى: {كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ}[إبراهيم:24] عن عبد الرحمن بن عوف: خذوا عني حديثاً من قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((أنا الشجرة، وفاطمة فرعها، وعلي لقاحها، والحسن والحسين ثمرها وشيعتنا ورقها، وأصل الشجرة في جنات عدن، وسائر ذلك في سائر الجنة)).
وروينا عن ابن عباس أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأذناي وإلا فصمتا وهو يقول: ((أنا شجرة وفاطمة حملها، وعلي لقاحها، والحسن والحسين ثمرها، والمحبون لأهل البيت ورقها من الجنة حقاً حقاً)).
ومما يضاهي قوله تعالى: {طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ}[الرعد:29] طوبى شجرة في الجنة أصلها في داري، وفرعها في الجنة، وسئل عنها مرة أخرى قال: ((شجرة في الجنة أصلها في دار علي وفرعها على أهل الجنة)).
فقيل: له في ذلك.
فقال: ((داري ودار علي واحدة)).
وروينا من تفسير الثعلبي بالإسناد قال: روى معاوية بن قرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طوبى شجرة غرسها الله تعالى بيده، ونفخ فيها من روحه تنبت الحلي والحلل وإن أغصانها لترى من وراء ستور الجنة)).
قال عبد الله بن عمر: هي شجرة في جنة عدن أصلها في دار النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي كل دار وغرفة غصن منها، لم يخلق الله تعالى لوناً ولا زهرة إلا وفيها منها إلا السواد، ولم يخلق الله فاكهة ولا ثمرة إلا وفيها منها، ينبع من أصلها عينان الكافور والسلسبيل، وبه قال مقاتل، ورقه تظل أمة، عليها مَلك يسبح بأنواع التسبيح، ومنه أيضاً رفعه إلى بن عباس طوبى لهم.
قال: شجرة أصلها في دار علي في الجنة، وفي دار كل مؤمن، منها غصن يقال له طوبى، وحسن مآب، حسن مرجع، ومنه أيضاً رفعه إلى جعفر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قوله تعالى: {طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ}[الرعد:29] قال: شجرة في الجنة أصلها في داري، وفرعها على أهل الجنة.
فقيل له: يا رسول الله سألناك عنها فقلت: شجرة في الجنة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنة، ثم سألناك عنها فقلت شجرة في الجنة أصلها، تمت أصل في دار علي وفرعها على أهل الجنة.