فأخذ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم - علياً فضمه إليه، وأخذ العباس جعفر فضمه إليه، ولم يزل علي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى بعثه الله تعالى نبياً فاتبعه علي فآمن به، وصدقه، ولم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم واستغنى عنه))([13]).
قال وروى إسماعيل بن إياس بن عفيف عن أبيه عن جده عفيف قال: كنت امراءً تاجراً فقدمت مكة أيام الحج فنزلت على العباس بن عبد المطلب، وكان العباس لي صديقاً، وكان يختلف إلى اليمن يشتري العطر فيبيعه أيام الموسم، فبينا أنا والعباس بمنى إذ جاء رجل شاب حين حلَّقت الشمس في السماء فرمى ببصره إلى السماء ثم استقبل الكعبة فقام مستقبلها، فلم يلبث حتى جاء غلام فقام عن يمينه فلم يلبث أن جاءت امرأة فقامت خلفه فركع الشاب وركع الغلام والمرأة، وخر الشاب ساجداً فسجد معه فرفع الشاب فرفع معه الغلام والمرأة.
فقلت: يا عباس أمر عظيم.
فقال: أمر عظيم.
فقلت: ويحك ما هذا؟ فقال هذا ابن أخي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يزعم أن الله بعثه رسولاً و أن كنوز كسرى وقيصر ستفتح عليه، وهذا الغلام ابن أخي علي بن أبي طالب، وهذه خديجة بنت خويلد زوجته تابعاه على دينه وايم الله ما ظهر على وجه الأرض أحد على هذا الدين غير هؤلاء.
قال عفيف الكندي: بعد ما أسلم رسخ الإسلام في قلبه غيرهم يا ليتني، كنت رابعاً.
وروي أن أبا طالب قال لعلي أي بني ما هذا الدين الذي أنت عليه.
قال: يا أبت آمنت بالله تعالى وبرسوله، وصدقته فيما جاء به وصليت معه لله تعالى.
فقال له: أما إن محمداً لا يدعو إلا إلى خير فالزمه.
قال: وروى عبيد الله بن محمد عن العلاء عن المنهال عن عمرو بن عبادة عن عبد الله قال: سمعت علياً عليه السلام يقول: أنا عبد الله وأخو رسول الله، وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتر صليت قبل الناس بسبع سنين.