وكان أمير المؤمنين عليه السلام ينفذ أحكامه، وآرأه على الكتاب، والسنة قاطعاً غير مشك بل كان من قوله عليه السلام لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً، واستشهد عليه السلام، ولم يوص بقضاءجميع الذي تصرف فيه في ولايته من بيت المال كما فعل غيره لكونه عاملاً على اليقين إذ هو أهل الحق، ومعدنه لم يختلجه الريب، ولم يعتريه الشك سلام الله عليه.

وكانت خلافته عليه السلام: التي ظهر فيه أمره خمس سنين إلا ثلاثة أشهر، وقيل: إلا شهرين في رواية أبي العباس رحمه الله.

وقيل أربع سنين وتسعة أشهر واستشهد عليه السلام وهو ابن ثمان وخمسين سنة وقيل: ابن خمس وستين وقيل: ابن ثلاث وستين.

قال الراوي: وهو أصح ما قيل فيه، وهذا القول منقول من تاريخ الطبري، فأما نسبه عليه السلام فمما لا يحتاج إلى شرح لشهرته غير أنا نذكره ما ذكرنا نسب غيره.

هو: علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، وهو: شيبة بن هاشم، وهو: عمرو بن عبد مناف. ولنعد إلى ما نحن بصدده مما وعدنا ببيانه، وذكره في هذا الأرجوزة وشرحها فإن استيفاء قيامه وجهاده بعد إقبال الناس عليه، وذكر ما آل أمره إليه من تفصيل قتال الناكثين، والقاسطين، والمارقين وغيرهم من أعداء الله لا يتسع له هذا الموضع بل يخرجنا عن الغرض، ولا بد من ذكر نبذة من ذلك في موضعها إن شاء الله تعالى، وحسبنا الله ونعم الوكيل:

ألم يكن أولهم إسلاما
لكنه
عن فطرة تساما

 

ولم يك الكفر له إماما
 والقوم قبل عبدوا الأصناما

اعلم أرشك الله أيها الطالب للنجاة، والناظر بعين بصيرته والمؤثر لفكاك رهنة أما موردون الآن ما وعدنا به من الموضع الثالث.

وهو في ذكر زبد من شرف أمير المؤمنين عليه السلام وبيان جمل من مناقبه، وبيان ما به تشرف على القوم، ويكون مقامه أولى بالتقدم، مع بيان وجوده الدلالة حيث لاحت على الحد الذي ذكرناه أولاً في الأركان الثلاثة من غير تعيين الأركان بذكرٍ فيما يأتي بل على وجه الإجمال، وأنت إذا تأملتها، وقفت على حقيقة الأمر، وعلمت أن القوم لا يدانون منزلته، وأنه نسيج وحده، وأولى أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم الأمر من بعده فابتدأنا بذكر إسلامه عليه السلام إذ لا رجل أسلم قبله لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وصدق وآمن به، وعلى ذلك إجماع العترة عليهم السلام، وقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: ((علي أعلمكم علماً وأقدمكم سلما))([5]) رويناه في حديث آخر: ((أنت أول من آمن بي وأول من صلى معي))([6]).

52 / 398
ع
En
A+
A-