ويوم حيان أخي جابر
فبا عجباً بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها، لآخر بعد وفاته، لشَدَّ ما تشطرا ضرعيها فصيرها في حوزة خشنا بغلط كُلاهما ويخشن مسها ويكثر العثار والإعتذار منها فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لها حرم وإن أسلس لها تقحم.
تفسير قوله عليه السلام: (تشطر ضرعيها شطر الشيئ نصفه يقال في المثل أحلب حلباً لك شطره، والحوزة الناحية، والصعبة الناقة إن أشتق لها أي شد عليها في جذب الزمام خرم أنفها وأن أرخى لها تقحمت به فلم يملكها فمني الناس لعمر الله يخبط وشماس، وتلون واعتراض، فصبرت على طول المدة، وشدة المحنة، حتى إذا مضى لسبيله جعلها لجماعة زعم أني أحدهم، فيا لله وللشورى متى اعترض الريب فيَّ مع الأول، حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر لكني أسففت إذ أسَفُّوا، وطرت إذا طاروا فصغى رجل منهم لضغنه، ومال الآخر لصهره مع هن، وهن).
تفسير قوله عليه السلام: (فمن الناس أي ابتلي والخبط السير على غير جادة، وشماس من شمس الفرس إذا منع ظهره، والإعتراض: العدول عن الجادة، والذهاب في عرض الطريق، وقوله: أسففت إذ أسفوا من قوله أسف الطاير إذا أدنى من الأرض في طيرانه وقوله صغى: أي مال يعني صغى: سعد لحقده، ومال عبد الرحمن إلى عثمان بمصاهرة بينهما وهن كلمة كناية معناه شيئ، وأصله هَنَوء إلى أن قام ثالث القوم نافجاً حضنيه بين نثيله، ومعتلفة وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضم الإبل نبتة الربيع، إلى إن اُنتكث عليه فتله، وأجهز عليه عمله وكبتت به مطيتهُ مما راعني إلا والناس إلي كعرف الضبع إليه ينثالون من كل وجهةٍ حتى لقد وطي الحسان وشق عطافى مجتمعين حولي كريضة الغنم يقولون البيعة البيعة.
تفسير قوله عليه السلام: ( نافخاً حضنيه نشيله، ومعتلفه يقال نفج ثدي المراءة قميصها أي رفعه، والحضن ما دون الإبط، إلى الكشح، والنثيل الروث والخضم الأكل بجميع الفم، وقوله: انتكث عليه فتله أي انتقض، وأجهز عليه عمله يقال أجهز على الجرح أي أسرع قتله، وقوله ينثالون أي ينصبو، ن والعطاف الردا والربيضة مأوى الغنم.
فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة، ومرقت أخرى، وفسق آخرون، كأنهم لم يسمعوا الله تعالى يقول: {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}[القصص:83] بلى، والله لقد سمعوها، ووعوها، لكنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر، وقيام الحجة لوجود الناصر وما أخذ الله على العلماء من الميثاق أن لا يقاروا على كظة ظالم، ولا سعب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكأس أولها، ولألفيتم دنياكم هذه عندي أزهد عندي من عفطة عنز.
تفسير قوله: (حليت أي زينت وراقهم أعجبهم والزيرجد الزينة، وحضور الحاضر وجود الأنصار بعد [26-ج، ]وكان قبل عادماً لهم ولكظة: التهمة من كثرة الأكل.
قالوا: فقام إليه رجل من أهل السواد عند بلوغه عليه السلام إلى هذا الموضع من خطبته فناوله كتاباً فأقبل ينظر فيه، فلما فرغ من قراءته قال له بن عباس: يا أمير المؤمنين لو أطرت مقالتك من حيث أفضت فقال: هيهات يا ابن عباس تلك شقشقة هدرت ثم قرَّت.
قال بن عباس: فوالله ما أسفت على كلام قط كأسفي على ذلك الكلام أن لا يكون أمير المؤمنين عليه السلام بَلَغَ منه حيث أراد.
قال المنصور بالله عليه السلام: فهذا كما ترى يختص بأبي بكر، وعمر وعثمان، وإيضاح الأمر بأنه عليه السلام أولى بالأمر منهم، وأنهم نهبوا تراثه وأنه أغضى كارهاً مغلوباً وأنه سيَّرها في حوزة خشناء من قريش، وكذلك كانت القضية