قالوا: فما هذا الكتاب الذي كتبته فينا.

 قال: لا علم لي به.

قالوا: بريدك وجملك، وكتاب كاتبك.

 قال: الجمل مسروق والخط قد يشبه الخط، والختم قد ينقش عليه، قالوا: لا نأخذ به إن أقمت الحدود، ورددت المظالم، وعزلت المنافقين، فأبى، قالوا: فاعتزلنا فإن أمرنا ليس بميراث ورثته عن آباءك، فقال: ما أنا بالذي أنزع سربالاً كسانيه الله، فأبى فمحصوره أربعين ليلة رجاء توبته.

وروينا من كتاب نهج البلاغة أن علياً عليه السلام قال لعبد الله بن عباس وقد جاءه برسالة من عثمان بن عفان، وهو محصور سأل فيها الخروج إلى ماله ينبع ليقل: هتف الناس باسمه بالخلافة بعد أن كان سأله قبل ذلك.

 فقال: يا ابن عباس ما يريد عثمان أن يجعلني جملاً ناضحاً بالغرب - أقبل وأدبر بعث إلي أن قدم بما بعث إلى أن أخرج ثم هو إلى أن يبعث إلى أن أخرج، والله لقد دفعت عنه حتى لقد خشيت أن أكون آثماً (تم كلامه عليه السلام ).

ثم قتله المسلمون بعد ذلك، ولهم أحاديث لا يحتمله هذا الموضع، وكانت ولايته اثنا عشر سنة إلا ثمانية [24-ج ]أيام، وقيل هي كاملة، وقيل قتل وهو ابن اثنتين وثمانين سنة، وقيل: خمس وسبعين وقيل ابن ثلاث وستون، وقيل ابن ست وثمانون.

وهــو: عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب.

تمت يُنادي القوم بعده يا علي
 إن لم نقم تقل كهذا والعلى
فقام
مولاهم أخو المختار

 

45 / 398
ع
En
A+
A-