وما قصدنا بهذا أيها الإخوان والأولياء رحمكم الله إلا التذكير الذي ندب الله إليه، وأن نبين طرفاً من المنوال الذي نسجنا عليه وإن كانت بحمد الله شموسه طالعة غير آفلة، وحججه عالية غير سافلة إذ قد صنف أباؤنا الأطهار، ومتكلموا الزيدية الأخيار في ذلك التصانيف الجمة، وكشفوا غياهب الشك المذهلة إلا أنَّا أحببنا أن ننتظم في جماعتهم وأن نذُب عن حمى حوزتهم، وقصدنا بجمع هذا الكتاب التعرض لما [ ] روينا عن أمير المؤمنين -عليه السلام- أنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الله جعل لأخي علي فضائل لا تحصى كثرة فمن ذكر فضيلة من فضائله مقراً بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن كتب فضيلة من فضائله مقراً بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن كتب فضيلة من فضائلهم لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقى لتلك الكتابة رسم، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالإستماع، ومن نظر إلى كتاب من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر؛ ثم قال: النظر إلى وجه علي بن أبي طالب عبادة، وذكره عبادة فلا يقبل الله إيمانَ عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه)) ؛ فالثواب لنا على ذلك بمشيئة الله عظيم، وفيه للملتزم بحبل أهل البيت صراط مستقيم، وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، وهو رب العرش العظيم. فابتداءنا بعد الإستعانة بالله تعالى والتوكل عليه وتفويض أمورنا كلها إليه بإنشاء هذه الأرجوزة المسماة: [بأنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين]، وما درج في خلال مناقبه من إمامة الحسن والحسين وأبنائهما الطيبين، وبيان ما اشتملت عليه أبياتها بما هو كالشرح لها لتفصيل مجملها، ونفتح مقفلها، وهذا أوان الإبتداء سائلين الله التوفيق فيه وفي الانتهاء بمنه ولطفه إنه جواد كريم.

الحمد للمهيمن الجبار
ومنشئ
الغمام والأمطار
ثم
صلاة الله خصت أحمدا

 

مكور الليل على النهار
على
جميع النعم الغزار
أبا
البتول وأخاه السيدا

وفاطماً وابنيهما سم العدا
يا
سائلي عمن له الإمامة
ومن
أقام بعده مُقامه

 

وآلهم سفن النجاة والهدا
بعد
رسول الله والزعامة
ومن
له الأمر إلى القيامة

خذ نفثاتٍ عن فؤادٍ منصدع
لحادث
بعد النبي متسِع
الأمر
من بعد النبي المرسل

 

يكاد من بث وحزن ينقطع
شتت
شمل المسلمين المجتمع
من
غير فصل لابن عمه علي

3 / 398
ع
En
A+
A-