قلت: نعم.

قال يا عبد الله فإن عجزت فأسال في قرابتك فإن عجزت فاسأل في بني عدي بن كعب فإن عجزت فاسأل في إفناء قريش حتى تؤدى عني.

فأوصى لما تصرف فيه كما فعل أبو بكر، وكانت ولايته عشر سنين وستة أشهر، وقيل وأربعة أيام، وقيل مات وهو بن خمس وخمسين سنة، وقيل ابن ثلاث وخمسين سنة، وقيل ابن ستين سنة، وقيل بن ثلاث وستين سنة.

وهـــو: عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رباح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب.

فأَمَّ صهيب الناس يصلي بهم بتولية عمر له، وكان هنالك أمير المؤمنين سيد الوصيين، وغيره من كبار الصحابة وعلمائها، فكيف يقدم عليهم عبداً رومياً يصلي بهم وقد وردت السنة الشريفة إليه بتقديم الأفقه.

فوقف أهل الشورى ثلاثة أيام وعلي عليه السلام يعرفهم بأمره ويذكرهم بما كان من رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم -وجعل عمر عبد الله بن عمر حاضراً مع أهل الشورى، ولا أمر له فيهما وعهد بأن القوم إن لم يجمعوا على أحدهم لثلاثة أيام وأهملوا الأمر ضربت أعناقهم، وإن اختلفوا ضربت أعناق المخالفين الذين ليس فيهم عبد الرحمن.

وحَكَم عمر هاهنا بما لم يعلمْ من حكم الله، ولا حكم رسوله، وكيف يأمر بضرب أعناق قوم هم عنده بزعمه خير أهل الأرض.

ثم أرسل عبد الرحمن لعلي بن أبي طالب ولعثمان فقال إني سائل عنكما وعن غيركما فلم أجد الناس يعدلون بكما هل أنت يا علي مبايعي على كتاب الله تعالى وسنة نبيه وعلى سيرة الشيخين.

فقال علي عليه السلام أبايعك على كتاب الله تعالى وسنة نبيه وأجتهد رأيي.

فقال لعثمان مثل الذي قال لعلي فقال اللهم نعم، فبايعه عبد الرحمن وترك علياً [ ]، وروى الطبري في تاريخه عن عمرو بن ميمون الأزدي أن عمر بن الخطاب لما طعن قيل له يا أمير المؤمنين لو استخلفت قال من أستخلف لو كان أبا عبيدة بن الجراح حيا لأَستخلفته، فإن سألني ربي قلت سمعت نبيك صلى الله عليه وآله وسم يقول إنه أمين هذه الأمة.

20 / 398
ع
En
A+
A-