قال: فمن الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ؟
قال: كان أهل حرور منهم.
وروينا برواية أخرى من كتاب: (سلوة العارفين) في سؤال عبد الله بن الكواله عليه السلام قريباً فما في هذه الرواية إلا أن فيها زوائد فوائد في بعض ذلك منها بعد قوله في الآية: {مبصرة فمحونا آية الليل} بالظلمة التي جعلها في القمر لميز النهار من الليل، ولولا ذلك لما فصل بينهما إذ كانا نورين انفصلا من عند الله.
ومنها: في ذي القرنين لم يكن نبياً ولا ملكاً، ولكن كان عبداً لله أحب الله فأحبه، وناصح الله فناصحه، بعثه إلى قوم يدعوهم إلى الهدى فضربوه على قرنه الأيمن، ثم مكث ما شاء الله، ثم بعثه يدعوهم إلى الهدى، فضربوه على قرنه الأيسر، ولم يكن له قرنان كقرني الثور.
ومنها: أنه زاد فيه فقال: ما هذه القوس التي تظهر في السماء؟
- قال: هي علامة بين نوح عليه السلام وبين ربه تعالى وهي أمان من الغرق.
وفي هذا الكتاب أيضاً: أن أمير المؤمنين عليه السلام قال لابن الكوا حين سأله عن قوله {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً}[الكهف:104]أنت يا ابن الكوا وأصحابك، وذلك أن عبد الله هذا كان متهماً ببغض أمير المؤمنين، إلا أنه يميل إليه لعلمه.
وروينا عن بن المغازلي في مناقبه ما رفعه إلى بن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم: ((أتاني جبريل عليه السلام بدرنورك من الجنة فجلست عليه، فلما صرت بين يدي ربي تعالى كلمني ربي وناجاني فما علمت شيئاً إلا علمته علياً، فهو باب علم مدينتي ثم دعا إليه.
فقال: يا علي سلمك سلمى وحربك حربى وأنت العلم فيما بيني وبين أمتي)).
|
وهو الذي نأمن منه الباطنا |