هؤلاء هم السبعة، والثامن الملاقي الحمام بسيفه هو ابن أم أيمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو: أيمن بن عبيد الله أمه أم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واستشهد في ذلك اليوم فيما روى فكان أبو بكر، وعمر، وعثمان فيمن أسلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونجا بنفسه فأنزل الله فيهم:{وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ، ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ}[التوبة:25،26]؛ فنزلت السكينة على المؤمنين دون من أسلم رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- لعدوه ونجا منه فكيف تكون الخلافة لمن هذه حاله؟ حاش لله بل بنو هاشم أهل الصبر والنجدة أولى بها من تيم وعدي وأمية؛ وقد روى أنه صبر مع الثمانية غيرهم من بني هاشم، ولم يذكر العباس إلا الثمانية، وعلى كل حال فالصابرون المذكورون من بني هاشم بلى أنه قد روى أن فيهم الزبير، وأرجوزة أبي سفيان بن الحارث في ذلك، تدل على أنهم من بني هاشم لا غير وهي أرجوزة طويلة منها:
|
إن ابن عم المرء من أعمامه |
والعم كالوالد في اهتمامه
ومن مواليه ومن إهظامه([50])
والقوم لا يعذر في إسلامه
أخي الذي قد ذب عن مقامه
وإنما النجدة في أقدامه
حافظ ذا العهد على ذمامه
والعار والسبة في إسلامه
والموت خير للفتى من ذامه
وكلما قال كلمة بُلغوها منه وضاربوا من دون النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى كان الفتح فانظر أرشدك الله بعين الإنصاف، أي مساواة أو مشاركة بين القوم متى كان للريب في ذلك معمل أو للشك مدخل.