لما رأوا من نجدة الأعداء
ومنحت يوم الوغاء الأدبار
تُجذ من أعدائه الأعمار

أما صبره عليه السلام يوم حنين: فإنه عليه السلام لما انهزم القوم([49]) المسلمون، وقف في وسط الكفار يحمي على زبير ويحمل عليهم، ويقاتل أربعة وعشرين ألفاً إلى أن نزل الملائكة عليهم السلام مدداً وهزم القوم.

وروينا عن الناصر للحق عليه السلام رفعه إلى المعلى عن: المنتجع بن قارظ النهدي أن أباه حدثه وكان جاهلياً، قال: شهدت هوازن يوم حنين، وكنت أمراً ندباً يسودني قومي، ولقينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرأيت في عسكره رجلا لا يلقاه قِرن إلا دهداه، ولا يبرز له شجاع إلا أراده؛ فصمد له وبرز له الجلمود بن قريع، وكان والله ما علمته جؤشي القلب، شديد الضرب فأهوى له الرجل بسيفه فأجتلى قحف رأسه فجذب عن أم دماغة؛ فحدث عنه وجعلت أرمقه وهو لا يقصد دكاكة، ولا يؤم إلا صناديد الرجال، لا يدنوا من رجل إلا قتله، وكانت الدائرة لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم علينا فأسلمت بعد ذلك فعرفت الرجل فإذا هو: علي بن أبي طالب؛ وتالله لقد رأيت زنده فخلته أربع أصابع وإن خنصره كآخر مفصل من مرفقة.

وفي ذلك اليوم انهزم المشائخ وولوا الأدبار، وعصوا الله ورسوله ؛ وفي ذلك اليوم يقول العباس بن عبد المطلب في شعره:

نصرنا رسول الله في الحرب سبعة
وثامننا لاقى الحمام بسيفه

 

وقد فر من فر منهم فأقشعوا
بما ناله في الله لا يتوجع

وذكر أهل العلم أن السبعة: علي بن أبي طالب، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وعقيل بن أبي طالب، وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب.

هؤلاء يضربون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والعباس بن عبد المطلب، والفضل بن العباس آخذان بشكيمة بغلته.

152 / 398
ع
En
A+
A-