فهل لديهم مثل ما لديه
تكرمه بهذه الولاية
فظهرت بالباب تلك الآية
وروينا عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عليه السلام قال: حدثنا جابر بن عبد الله قال: شق على النبي صلى الله عليه وآله وسلم: وعلى أصحابه ما يقولون من أهل خيبر فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لأبعثن بالراية أو باللواء رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله قال: لا أدري بأيهما بدأ قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علياً عليه السلام وإنه يومئذٍ لأرمد فتفل في عينيه، وأعطاه اللواء أو الراية وقال: مر ففتح الله عليه قبل أن يتتام آخرنا حتى ألجائهم إلى قصر.
قال: فجعل المسلمون لا يدرون كيف يأتونهم.
قال: فنزع علي عليه السلام الباب فوضعه على عاتقه، ثم أسنده لهم فصعدوا عليه حتى مروا، وفتحها الله تعالى عليه، وقال: ونظروا بعد ذلك إلى الباب فما حمله دون أربعين رجلاً.
ولعلي عليه السلام يوم خيبر قتل: مرة، وعنتر، ومرحب قَدَّة من قرنه إلى قربوس سرجه بضربة واحدة رواه أبو سعيد الخدري، وقلع الباب من حصن خيبر حتى قالت صفية: كنت قد أُجلست على طاق كما يجلس العروس فوقعت على وجهي فظننت الزلزلة، فقيل لي لا، هذا علي هز الحصن يريد أن يقلع الباب ثم قلع الباب الحديد بطوله وثقله وتترس به.
وروى بعض العلماء: أنه رمى بالباب أربعين باعاً، ويروى أيضاً أن أهل خيبر كانوا خمسة مراكز في كل مركز أربعة عشر ألفاً.
وفي كتاب: (المراتب): أنه ضرب الكافر على دماغه فقطع الخوصة، والرأس، والحلق وما عليه من الجوشن من قدام، وخلف إلى أن قده نصفين، وليس هذا بالمعتاد من قوى البشر، ولهذا قال عليه السلام: ما قلعت باب بخيبر بقوة غذائية واستطاعة جسدانية، لكن بنفسٍ بنور بارئها مضيه ولم يقوى على حمل الباب ثمانون من أقوياء الصحابة مذكور في كتاب: (المراتب)، وفي ذلك اليوم عممه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيده وألبسه ثيابه وأركبه بغلته، ثم قال: امض يا علي، وجبريل عن يمينك، وميكائيل عن يسارك، وعزرائيل أمامك، وإسرافيل، ونصرة الله تعالى فوقك ودعائي خلفك.
فإذا كان عليه السلام بهذه الصفة لم يجرأ أن يصبر عدو الله أبداً بل هل الولي حقاً، إلى غير ذلك من الأخبار التي رواها في ذلك اليوم، آبائنا عليهم السلام وشيعهم رضوان الله عليهم.
ومن ذلك ما رواه الإمام المنصور بالله عليه السلام: من كتب المخالفين لنا، ونحن نرويه عنه مناولة.
قال عليه السلام: وحديث الراية يوم خيبر رواه ابن حنبل في مسنده، رواه بالإسناد إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كان أبي يسمر مع علي عليه السلام، وكان يلبس ثياب الصيف في الشتاء، وثياب الشتاء في الصيف؛ فقيل: لو سألته عن هذا فسألته عن هذا، فقال صدق رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم-: بعثَ إلي وأنا أرمد يوم خيبر فقلت: يا رسول الله إني أرمد فتفل في عيني وقال: ((اللهم أذهب عنه الحر والبرد والقُر))، هكذا في الحديث فكان القر معظم البرد أو أعاد ذكره للتأكيد قال عليه السلام: فما وجدت حراً ولا برداً، قال وقال: لأبعثن رجلاً يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله ليس بفرار قال: فتشوق لها الناس فبعث الله علياً عليه السلام))، ورفعه بالإسناد إلى أبي سعيد الخدري إلا أنه قال فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الراية فهزها فقال: من يأخذها بحقها فجاء فلان فقال: امض، ثم جاء فلان آخر، فقال: امض. ثم قال: والذي كرم وجه محمد لأعطينها رجلاً، ثم سرد الحديث بغير زيادة.