وكذلك ما روى: أن ضرار بن الخطاب الفهري لحق عمر بن الخطاب، وهو منهزم في بعض غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجعل ينقب رأسه بالرمح وهو يقول: من أنت إني الليث إلا أقتل قرشياً، فقال: أنا عمر بن الخطاب.
فقال: اشكرها لي.
فهذا وإن كان ممن جاهد وحارب في بعض المواقف، لا يقاس بقاتل الأقران ومعز الإسلام أمير المؤمنين عليه السلام فقتل أمير المؤمنين سعيد بن العاص بعد ذلك فيمن قتل من قريش يوم بدر.
ومتى قيل هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان رأس المجاهدين، ولم يقتل أحداً ولا قاتل بنفسه.
فالجواب عن ذلك من وجوه:
أحـدها: أنه كان صاحب الأمر والجهاد، وصدر منه فحاله بخلاف غيره، والقوم مأمور عليه فما بالهم لم يفعلوا فعل علي عليه السلام.
الثـاني: أن فضل النبي –صلى الله عليه وآله وسلم- لأجل النبوة سوى جاهد بنفسه أولم يجاهد.
الثـالث: أنه كان يقاتل بنفسه دليله قول علي عليه السلام كنا إذا أحمر البأس اتقينا برسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- فكان أقرب الناس إلى العدو.
الرابع: أنه ثبت بنفسه في جميع المشاهد التي انهزموا فيها.
الخامس: أنه قتل أبي بن خلف يوم أحد فإن قيل: إنهم وإن لم يجاهدوا بأنفسهم فقد جاهدوا بآرائهم.