وروينا عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام قا ل: كُسِرت زند علي عليه السلام يوم أحد، وفي يده لواء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتحاماه المسلمون أن يأخذوه فقال: رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم: ضعوه في يده الشمال، فإنه صاحب لوائي في الدنيا والآخرة)).
وروينا عن معمر بن المثنى: كان لوا المشركين يوم أحد مع طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عبد الدار بن قصي، فقتله علي بن أبي طالب عليه السلام.
وفي ذلك يقول الحجاج بن علاط السلمي:
|
لله أي مُذبب عن حرمة |
أعني بن فاطمة المعم المخولا
تركت طليحت للجبين مجدلا
لترده حَران حتى ينهلا
وروينا من كتاب: (سلوة العارفين)، عن سعيد بن المسيب قال: لقد أصابت علياً عليه السلام يوم أحد ستة عشر ضربة كل ضربة تلزمه الأرض، فما كان يرفعه إلا جبريل عليه السلام.
ولا خلاف أن أبا بكر لم يقاتل بنفسه ذلك اليوم عند من قال: بأنه لم يهرب، وأنه لم يخدش كافراً.
فكيف يقاس من كان هذا حاله، وهولم يصب محجمه دم من كافر في جهاد، ولا في جاهلية أو إسلام، ولا له مقام ولا بروز بل ليس إلا حضور من الجهاد على من بارز الأقران ودمر الشجعان، وأباد كل مذكور في الحرب، وهذه الخصلة من أعظم خصال الإمامة لافتقار حفظ بيضة الإسلام إليها والثبات في الحروب.
وهذا الذي أردنا بقولنا: ولم يقل من قال كان حاضراً إلى آخر ما ذكرناه من الفرق بين من هذه حالة وبين علي عليه السلام ؟ أم أين يكون منه عمرـ وهو الذي ناداه سعيد بن العاص يوم بدر للمبارزة فلم يبرز إليه.