فقال: رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم: إنه مني وأنا منه فقال جبريل عليه السلام: وأنا منكما، وفي ذلك اليوم جاء النداء من السماء: لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار، وهذا معلوم ضرورة أن هذا القول ورد فيه لأن الناس يومئذٍ سمعوا صوت جبريل عليه السلام يقول: لا سيف إلا ذو الفقارولا فتى إلا علي، وقد نَظَمَه فيما ذُكر حسان بن ثابت فقال في بعض أشعاره:

ولقد سمعت منادياً من قومنا
لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى

 

نادى فأسمع كل أهل المحفل
في الناس طراً كلهم إلا علي

وكان عليه السلام صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التي نشرت يوم أحد.

ورواه الناصر للحق عليه السلام، ولا إشكال أن عمر وعثمان انهزما يوم أحد وتركا رسول الله -صلى الله عل يه وآله وسلم- ونكثا بيعة الرضو ان.

وإنما الأشكال في أبي بكر هل ثبت إلى وقت الفرج أو كان من المنهزمين عند شدة القتال، فأما علي عليه السلام: فإنه قتل سبعة في المصاف من بني طلحة وهم: أهل الرايات، كما قدمنا سوى من قتلهم بعد الهزيمة.

وقال الناصر للحق عليه السلام: بإسناده عن محمد بن عبد الله بن علي بن أبي رافع قال: كانت راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد مع علي بن أبي طالب عليه السلام.

وكانت راية المشركين مع طلحة بن أبي طلحة عبد الدار فقال له علي عليه السلام: أنا القضم([38]) وحمل عليه فقتله، ووقعت الراية على الأرض، فأخذها أخوه سعيد بن أبي طلحة، فنصب الراية وقال: هل لك يا قضم في المبارزة، فحمل عليه عليه السلام فقتله، ووقعت الراية على الأرض فأخذها طلحة بن عبد الله، فحمل عليه علي فتله، ووقعت الراية على الأرض، فأخذها عثمان بن عبيد الله، فحمل علي عليه السلام فقتله، ووقفت الراية على الأرض فأخذها مسافع بن طلحة فحمل علي عليه السلام فقتله، وأوقفت الراية على الأرض فأخذها مولى لهم يقال له: صواب فرفعها ونصبها لقومه فحمل عليه علي عليه السلام فضرب يده اليمنى فطرحها، ووقعت الراية على الأرض، فأخذها صواب بشماله، فضربه علي عليه السلام فطرح شماله، ووقعت الراية على الأرض، فأخذها بذراعيه فنصبها إلى صدره، فحمل عليه علي عليه السلام فقتله.

فهذه ست رايات في هذه الرواية، وعن الناصر عليه السلام في غير هذا الموضع أنها سبع رايات، وصبر علي عليه السلام هنالك صبراً عظيماً.

135 / 398
ع
En
A+
A-