روينا عن قيس بن عبادة قال: سمعت أبا ذر رضي الله عنه ورحمه يُقْسِم قَسَماً أن هذان خصمان في ربهم نزلت في الذين برزوا يوم بدر علي، وحمزة، وعبيدة بن الحارث، وفي عتبة، وشيبة ابني ربيعة، والوليد بن عتبة، وقتل عليه السلام في ذلك اليوم بيده من صناديد قريش سبعين رجلاً من رؤساء قريش.
روينا من كتاب (المراتب): وليس في العادة أن يصبر الرجل على ضرب رقاب سبعين شاة فضلاً عن صناديد قريش من أقاربه ومعارفه، بل هذا خروج من العادة والذين قتلهم عليه السلام، وشارك في قتلهم ذلك اليوم من السبعين رجلاً ممن ذكر باسمه منهم هوم: عتبة بن ربيعة جد معاوية قتله وقتل الوليد بن عتبة خال معاوية، و شارك عمه حمزة في قتل شيبة بن ربيعة، وقتلبن خويلد، وهو أحد شياطين قريش، وقتل حنظلة بن أبي سفيان أخا معاوية، وقتل العاص بن سعيد شجاع بني أمية، وقتل الحارث بن زمعة بن الأسود، وقتل عمرو بن عثمان ويقال عمير، وقتل حرملة بن عمرو بن أبي عتبة، وقتل أبا قيس بن الوليد بن المغيرة أخا خالد بن الوليد، وقتل مسعود بن أمية بن المغيرة، وقتل عبد الله بن المنذر بن أبي رفاعة، وقتل جابر بن السائب بن عويمر المخزومي وقتل أوس بن المغيرة بن الوذان، وقتل نُبَيه بن الحجاج السهمي، وقتل العاص بن منبه بن الحجاج، وقتل زيد بن مليص، وقتل عثمان، ومالكاً ابني عبد الله أخوي طلحة، ويقال إنه قتل سعيد بن خثمة، ويقال قتل هشام بن أبي أمية، ويقال: إنه قتل عمرو بن الحضرمي، وأسر عمرو بن أبي سفيان أخا معاوية، وضرب عنق عتبة بن أبي معيط صبراً، وضرب عنق النظر بن الحارث صبراً بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم، وكان هذا أول جهاد يوم الفرقان يوم التقى الجمعان، وفرق الله تعالى به بين الحق والباطل.
وروينا من مناقب بن المغازلي ما رفعه إلى أبي جعفر محمد بن علي قال: نادى ملك من السماء يوم بدر يقال له رضوان: ((لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي)).
وفي كتاب سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه عليه السلام قتل أقل من سبعين، وذكر الناصر للحق عليه السلام: أنه رواة المغازي ذكروا أن عدد من قتل من المشركين يوم بدر خمسة وأربعون رجلاً، وقال بعظهم: كانوا سبعين رجلاً أو ما يقارب ذلك، وسمعنا في كتاب: (المراتب) أنهم سبعون كما تقدم ذكره، ولأمير المؤمنين عليه السلام يوم بدر خبر السطيعة، وهو ما رواه الخلق أنه لم يكن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذهب علياً عليه السلام إلى البئر، ونزلها والكفار حولها، وملا السطيعة مرتين ووضعها على رأس البئر، فسمع حشحشة([36]) وجلبة فنـزل إلى البئر فلما سكن رأى السطيعة قد صب ماؤها، ولم يرا أحد، حتى إذا كان في الثالثة ملا السطيعة وعلقها في منكبه، ووضع التُرس على رأسه، وصعد فلم ير أحداً من الرجال فجاء إلى النبي –صلى الله عليه وآله وسلم- فقال له الرسول –صلى الله عليه وآله وسلم-: ((أنت تحدثني بما جرى عليك أو أنا.
فقال: بل أنت يا رسول الله فقص عليه، وقال ذلك جبريل عليه السلام يرى الملائكة قوة قلبك وشجاعتك ويباهي بك)).
وروينا عن ابن حنبل من مسنده رفعه إلى الحارث عن علي عليه السلام قال: لما كانت ليلة بدر قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم: ((من يستقي لنا من الماء فأحجم الناس فقام علي عليه السلام، واختضن قربه، ثم أتى بئراً بعيدة القعر مظلمة فانحدر فيها فأوحى الله عز وجل إلى جبريل وميكائيل عليهما السلام وإسرافيل عليه السلام أن تأبهوا لنصرة محمد عليه الصلاة السلام وحزبه، فهبطوا من السماء لهم لغط يذعر من سمعه، فلما جاء البئر سلموا على علي عليه السلام من عند ربهم من أخرهم إكراماً وتبجيلاً)).
وروينا عن: الأعمش عن الحكم، عن مصعب بن سعيد، عن أبيه قال: قال لي معاوية أتحب علياً.
قال: قلت: وكيف لا أحبه، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي))، ولقد رأيته بارز يوم بدر وهو يحمحم الفرس وهو يقول:
|
يا زاعمين حديث سني |