فأنزل الرحمن بشرى نفسه
أما يزال مثل هذا ألُّبْسَه
لما ابتغى رضاه وقُدْسَه
وقد أراه جِنَّة وأنسه
كم بينه وبين رب الحزن
يقول لا تحزن وليس يُغني
في الغار مع نبيه في الأمن
شتان بين قوة ووهن
ما قولنا: والمصطفى المنذر وهو الهادي: فنريد بذلك قول الله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}[الرعد:7]، فإن المروي في تفسيرها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي عليه السلام: ((أنا المنذر وأنت الهادي لكل قوم)).
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم: ((ليلة أسري بي ما سألت ربي شيئاً إلا أعطاني هو وسمعت منادياً من خلفي: يا محمد إنما أنت منذر ولكل قوم هاد. قلت: أنا المنذر فمن الهادي. قال: علي بن أبي طالب الهادي، والمهتدي القائد أمتك إلى جنتي غراً محجلين برحمتي)).
وفي ذلك دلالة على عصمته وأن باطنه كظاهره وأن موالاته لازمه ظاهراً وباطناً، كما يلزم ذلك في النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يبين ذلك أنه الهادي وأنه لا يَضِل عن الحق ولا يُضِل عنه.
وذكر بن جرير الطبري في تفسيره عن بن عباس في قوله تعالى: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} قال: وضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده على صدره فقال: ((أنا المنذر ولكل قوم هاد وأومى بيده إلى علي عليه السلام فقال: أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي)).