وأين مفر الناس إلا إلى الرسل

قال: فغشي على رسول الله-صلى الله عليه آله وسلم- فلما أفاق من غشيته قال: معاشر الناس قد أقبل إلينا وإليكم غُرُفات تشابه غرافاتِ إبراهيم الخليل في الجنة صلوات الله عليه؛ فهل من راحم هل من مطعم هل من مواس هل من مؤاثر على نفسه هل من جائد في لله عز وجل قبل حلول رمسه، ودروس رسمه ونسيان اسمه، وذهاب يومه وأمسه، وكان علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في ناحية المسجد يصلي ركعتان، بين الظهر والعصر، ما كان تعرفها لأحد قبله فأومى الناس إلى الأعرابي ودلوه إلى أمير المؤمنين فمضى الأعرابي حتى وقف بإزاء أمير المؤمنين فلما نظر إليه أمير المؤمنين أشار إليه بخاتمه وهو راكع في صلاته فأخذه الأعرابي ثم أنشأ يقول [41 ب – أ ].

يا أول المؤمنين كلهم
قد فزت بالنيل يا أبا الحسن
فالجود فرع وأنت نائله

 

وسيد الأوصياء من آدم
إذا جادت الكفُّ منك بالخاتم
[67ج]
 وأنتم القوم سادت العالم

قال: ثم قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم: أين أخي وابن عمي علي بن أبي طالب.

قالوا: يا رسول الله تصدق على الأعرابي بخاتمه؛ فقال النبي –صلى الله عليه وأليه وسلم – وجبت الغرفات لعلي بن أبي طالب، قالها ثلاثاً، فعند ذلك هبط الروح الأمين جبريل صلوات الله عليه، وهو يقول يا محمد العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول لك: يا محمد اقرأ.

قال: وما اقرأ يا حبيبي يا جبريل؟

قال: قل: بسم الله الرحمن الرحيم {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ، وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}[المائدة:55،56].

116 / 398
ع
En
A+
A-