في يوم الجمعة الموافق السابع والعشرين من شهر رمضان من سنة 862هـ ، ولد الإمام الأعظم الحسن بن الإمام عزالدين بن الحسن بن الإمام علي بن المؤيد، مولده بهجرة ضحيان.
ونشأ عليه السلام نشأة إسلامية مباركة، في ظل أسرة علوية فاضلة تحب العلم، وتشغف بمكارم الأخلاق، نشأ والفضائل تكتنفه من كل الجوانب، فوالده الإمام عزالدين بن الحسن أحد رواد الفكر الإسلامي، وأسرته من أعرق الأسر الهاشمية النبيلة، تربى في أحضانها، وترعرع في أركانها.
بكر إلى دراسة العلوم، فأخذ أكثرها عن والده، وعن الشيخ عبد القادر بن محمد الذماري، وشمر لدراستها حتى بلغ رتبة عالية في الاجتهاد.
ولما عرف والده أهليته وكفائته أسند إليه أكثر أعمال الإمامة، وكلفه بالكثير من أمر الزعامة، وولاه (كحلان تاج الدين)، فقام فيها أحسن قيام، ورتب أمور الولاية أحسن ترتيب.
وفي يوم الجمعة الثاني والعشرين من شهر رجب سنة (900هـ) توفى والده بهجرة فلله محل إقامته، فلم يصل ولده الحسن نبأ وفاته إلا يوم الإثنين، فاجتمع إليه خلق كثير من أتباعه وأشياعه، وعزوه بوفاة والده، وحزنوا عليه حزناً شديداً، وألزموا ولده الحسن بالقيام بأمر الأمة، وكشف حنادس الظلمة، لما لمسوه من كفاءته وأهليته لذلك، فلما رأى إصرارهم أعلن دعوته يوم الجمعة الثامن والعشرين من شهر رجب سنة 900هـ ولما سمع الناس بقيامه أسرعوا إلى مبايعته، وكان في مقدمة مبايعيه الإمام محمد بن علي الوشلي، والإمام يحيى شرف الدين، والسيد العلامة المرتضى بن قاسم، والقاضي العلامة محمد أحمد بن مرغم.
ثم وزعت دعوته إلى أكثر الجهات اليمنية، فلقيت ترحيباً واسعاً، ولما وصلت الأمير محمد بن الحسين الحمزي الذي كان معارضا للإمام عزالدين بن الحسن فرح بها فرحاً عظيماً، وقد كان أبرم صلحاً مع الإمام عزالدين بن الحسن لمدة عشر سنوات، وكان قد مضى منه ما يقارب خمس سنوات، فزاد فيه خمس سنوات أخرى، وأمر بإثبات الخطبة للإمام الحسن بن عزالدين، واستمرت قرابة ثمان سنوات.
قال صاحب التحفة العنبرية واصفاً الإمام الحسن بن عزالدين:(وكان يعطي الجزيل من الخيل وغيرها على الدوام، وكان كهفاً للأرامل والأيتام، وملاذ الضعفاء والأيتام، وبراً وصولاً لذوي الفاقة والإعدام).
ولا يمكننا في هذه العجالة التطرق إلى ذكر حكمته في مقاومة من عارضه، وقد أشار إليها شيخنا السيد العلامة الحجة مجد الدين المؤيدي في كتابه (التحف شرح الزلف).
وله مؤلفات متعددة تدل على غزارة علمه، وسعة باعه، ومن أهمها: