هل الوجد
إلاَّدون مَنْ أنت واجده
مصابٌ على الإسلام مُرٌ مذاقُه
به الدهر أبكى المسلمين فثاكلٌ
وباكٍ بدمعٍ كالحي فسحبه
لفقد أمير المؤمنين تقصمت
ودهده ركناً للجهاد به رسا
فيا لك من خطب عظيم وحادث
نعاه إلينا قبل يومِ وقوعه
بذا غِنْيَةٌ عمن سواه ومن يكن
أبا حسن قد كنت للخلق هادياً
فمن ذا الذي نرجوه بعدك للورى
ومن لأسود الحق يجمع شملها
ومن لعظيم الظلم يشدخ رأسه
ومن لوفودٍ حول دارك خشع
ومن لعلوم كنت فيها مبرزاً
ومن لخطاب كنت تضحك ثغره
ومن لكتاب الله تحيا به الدجا
لك الله ما هذا التَّدَ لُّهُ نافعاً
ولكن سقى قبراً به شق لحده
فقد فاق بطنَ الأرضِ واللهِ ظهُرها
إذا ما بكى الباكي عليه تهلهلت
ونسأل رب العرش أن يرأب الثائي
يقيم منار الدين بالسيف والقنا
وبالأمل الإنسان يخدع نفسه
الفقير إلى الله شرف الدين بن شمس الدين بن أمير المؤمنين عفى الله عنه آمين.
الحمد لله على ما قضى وحتم، وأبرمه وألزم، ليس لما أراده صاد، ولا لما أبرمه راد، والصلاة والسلام على خير من يُتأسّى به في الموت، ولو سلم أحد لكان إياه من الفوت.
أما بعد:فإنَّهُ ورد علينا الخطب الفاجع، والسُّم الذي هو في حشا الإسلام ناقع، سك والله المسامع، وأراق المدامع، وفتَّ الأعضاد، وألهب النار في الأكباد، فيا له من ثلم في الإسلام ما أكبره، وظلام في الدين ما أكثره، والله المسئول أن يأسو هذه الرزية، ويجبر هذه القضية، لمولانا المقام الأفخم المرجو للعناية بالقيام للأمر الأعظم، شرف الدنيا والدين الحسن بن أمير المؤمنين، ولكافة الأهل ولجميع المسلمين، وربما قد حقق السيدان لمولانا ما اتفق من الكرامة لحي مولانا أمير المؤمنين والسلام.
وكتب على عجل من البريد، وأراد بالسيدين حي الإمام محمد بن علي السراجي، والسيد المرتضى بن قاسم عليهما السلام .
ودفن الإمام عليه السلام في قبة جده الإمام الهادي علي بن المؤيد عليهم السلام ، لأنه أوصى بذلك.
ولما زار الفقيه العلامة محب آل محمد سعد الدين بن حسين المسوري الإمامين ومن بالمشاهد المقدسة أنشأ هذه القصيدة الفائقة الرائقة وجدتها بخط السيد العلامة داود بن الهادي عليه السلام .
قال السيد العلامة داود بن الهادي بن أحمد بن المهدي عليهم السلام : هذه القصيدة الفريدة أنشأها القاضي الأفضل العلامة الأعمل جمال الدين سعد الدين بن الحسين المسوري، متع الله بحياته، يوم قدومه إلى الهجرة المقدسة بعد زيارته للأئمة وهي:
وزُرِ
الأئمة من سراة بني الحسن |