(127)
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه خطب حتى سمع العواتق في بيوتها أو
خدورها قال: ((يا معاشر من آمن بلسانه، ولم يؤمن قلبه، لا تغتابوا المسلمين
ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته ومن يتبع الله
عورته يفضحه وهو في جوف بيته)).
(128) وعنه صلى الله عليه وآله وسلم
أنه قال: ((إن الرجل ليؤتى كتابه، منشوراً فيقول: يا رب فأين حسنات كذا
وكذا، عملتها ليس في صحيفتي؟ فيقال له: تلك محيت باغتيابك الناس)).
(129) وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: ((أربى الربا الإستطالة في عرض مسلم بغير حق)).
(130)
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((كفارة الاغتياب أن تستغفر لمن
اغتبته)) وصدق صلى الله عليه وآله وسلم فإن من لزم الاستغفار لمن اغتبته
الندم على ما فرط منك فيكون توبة.
(131) وعنه صلى الله عليه وآله وسلم
أنه سأله رجل ما الغيبة يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: ((أن تذكر من المرء ما يكره أن يسمع)) فقال يا رسول الله: وإن كان
حقا. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا قلت باطلاً فذلك البهتان)).
(132)
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال في خطبة الوداع ((ألا ومن مشى في
عيب غيره فكشف عورته كان أول خطوة يخطوها بين موضع قدميه إلى النار، وكشف
الله عورته على رؤوس الخلايق)).
(133) وعنه صلى الله عليه وآله وسلم في
أخر خبر: ((ومن أكل لحماً فليس منا، ولسنا منه في الدنيا، [ألا] ومن سمع
فاحشة فأفشاها فهو كمن عملها)).
(134) وعنه صلى الله عليه
وآله وسلم: ((ما من مسلم يرد عن عرض أخيه إلا كان حقاً على الله أن يرد عنه
نار جهنم يوم القيامة)) ثم تلا هذه الآية ?وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا
نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ?[الروم:48].
إلى هنا انتهى بنا الكلام في الباب
الثاني، وما ينبغي أن يلحق بهذا الباب أن يكون المؤمن شديد الخوف من الله
تعالى كثير الرجاء له، فإنه النافع الضار وأن لا تأخذه في الله لومة لائم،
وأن يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر ويجتنبه، وأن يحب في الله ويبغض
في الله، وأن يصادق أوليائه وإن كانوا من الأبعدين، فإنه لا بعد مع
الإيمان وأن يعادي أعداء الله ولو من الأقربين فإنه لا قرابة لمن عصى الله،
وأن يبذل النصيحة لجميع الناس، وأن يعامل الباري في جميع الأمور لا يبالي
بأحد وأن يكثر من الطاعة عند أمن الرياء ليقتدى به، وأن يصغر الدنيا في
عينه فلا يبالي بما فاته منها، وأن يواضب على الجمعة والجماعات، وأن يحافظ
على الأوقات وعلى الجملة يجب الاجتهاد في أداء جميع الواجبات، واجتناب جميع
المحرمات، وأن يتدارك المرء نفسه بالتوبة من جميع المهلكات، فإن كل بني
أدم خطاؤن وخير الخطائين التوابون. وقد روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم
أنه قال:
(135) ((إن الذنوب أكثر من أن تحصى ولكن أمسوا تائبين وأصبحوا
تائبين، فإن المرء لا يدري متى يهجم عليه الموت)) ونعوذ بالله من ميتة على
غير عدة.
وينبغي الإكثار من ذكر الموت فقد روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
(136)
((أكثروا من ذكر هادم اللذات -أي الموت- فإنكم إن ذكرتموه في ضيق وسَّعه
عليكم فرضيتم به فأثبتم، وإن ذكرتموه في سعة ضَّيقها عليكم فجدتم به
فأُجرتم)) اللفظ أو معناه.
ويتلو ذلك ما ورد في الوصي كرم الله وجهه في الجنة الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه.
الباب الثالث في فضائل الوصي كرم الله وجهه
وأنه أفضل الأمة بعد رسول الله[ صلى الله عليه وآله وسلم ] والإمام بلا فصل، وأن قوله حجة
والدليل
على ذلك قول الله تعالى: ?إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ
وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ
الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ?[المائدة:55] فإنها نزلت في علي بن أبي طالب
صلوات الله عليه، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم:
(137) ((إن علياً يزهر في الجنة ككوكب الصبح لأهل الدنيا)).
(138) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((صلت الملائكة عليّ وعلى علي سبع سنين وذلك أنه لم يصلي معي أحد غيره)).
(139) وفي حديث آخر: ((أنه لم يرفع إلى السماء شهادة أن لا إله إلا الله [وأن محمداً عبده ورسوله]إلا مني ومنه)).
(140) وفي حديث آخر: ((أول الناس وروداً عليَّ [الحوض] أولهم إسلاماً علي بن أبي طالب)).
(141) وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعلي: ((أنت أخي في الدنيا والآخرة)).
(142) وفي حديث أخر. ((خير إخواني علي)).
(143)
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((إذا كان يوم القيامة صف الله [عز
وجل] لي عن يمين العرش قبة من ذهب حمراء وصفَّ لأبي إبراهيم قبة من ذهب
حمراء، وصف لعلي بينهما قبة من ذهب حمراء)) فما ظنك بحبيب بين حبيبين.
(144)
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعلي: ((أنت [أول من آمن بي و]أول
من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر وأنت الفاروق [الذي]يفرق بين
الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الفجار)).
(145) وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((خيركم خيركم لأهلي من بعدي [علي])).
(146)
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن أبي طالب: ((من أشقى الأولين
والآخرين))؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: ((قاتلك يا علي)).
(147) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا علي أنا مدينة العلم وأنت الباب؟ كذب من زعم أنه يصل إلى المدينة إلاَّ من قِبَل الباب)).
(148) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنا مدينة الجنة وعلي بابها فمن أراد الجنة فليأتها من بابها)).
(149)
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((مكتوب على باب الجنة قبل أن يخلق الله
السماوات والأرض بألفي عام: محمد رسول الله وعليَّ أخوه)).
(150) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((علي يوم القيامة على الحوض لا يدخل الجنة إلا من جاء بجواز من علي ابن أبي طالب)).
(151)
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن مَلكَيْ علي بن أبي طالب ليفخران على
سائر الأملاك بكونهما مع علي لأنهما لم يصعدا إلى الله منه بشيء قط
يسخطه)).
(152) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم:((إذا كان يوم القيامة
أمر الله جبريل أن يجلس على باب الجنة فلا يدخلها إلا من معه براءة من علي
بن أبي طالب)) عليه السلام.
(153) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أما
بعد: فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي، فقال فيه قائلكم، وإني والله
ما سددت شيئاً ولا فتحته ولكني أُمرت بشيء فأتبعته)).
(154) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إنما مثل علي في هذه الأمة مثل ?قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ? في القرآن)).
(155)
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل يس
الذي قال: ?يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ?[يس:20] وحزقيل مؤمن آل
فرعون الذي قال:?أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّي
اللَّهُ?[غافر:28]وعلي بن أبي طالب عليه السلام وهو أفضلهم)).
(156) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((...وحبيبي وأعلم من أخلف بعدي علي بن أبي طالب)).
(157)
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: (([والذي نفسي بيده] لولا أن تقول
فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت فيك اليوم مقالاً
لا تمر بأحد من المسلمين إلاَّ أخذوا التراب من أثر قدميك يطلبون به
البركة)).
(158) وفي حديث أخر بإسناد آخر: ((وطلبوا فضل طهورك ولكن أنت أخي ووزيري وصفيي ووارثي وعيبة علمي)).
(159) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم وقد رأى علياً مقبلاً: ((أنا وهذا حجة على أمتي يوم القيامة)).
(160)
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أقضى أمتي بكتاب الله تعالى علي، فمن
أحبني فليحبه فإن العبد لا ينال ولايتي إلا بحب علي)) عليه السلام.
(161)
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا علي لعنتك من لعنتي ولعنتي من لعنة
الله [?وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً?])).
(162) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لولاك ما عُرِفَ المؤمنون من بعدي)).
(163)
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة،
فقام رجل من الأنصار فقال: فداك أبي وأمي أنت ومن؟ قال صلى الله عليه وآله
وسلم: أنا على دابَّة البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرت، وعمي
حمزة على ناقتي العضباء، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة بيده
لواء الحمد واقف بين يدي العرش ينادي لا إله إلا الله محمد رسول الله قال:
فيقول الآدميون: ما هذا إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش رب العالمين،
فيجيبهم ملك من بطنان العرش: معاشر الآدميين ما هذا ملكاً مقرباً ولا
نبياً مرسلاً ولا حامل العرش هذا الصديق الأكبر هذا علي بن أبي طالب)) رضي
الله عنه.
(164) قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنا دار الحكمة وعلي بابها)).
(165) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا عَلَيَّ الحوض)).
(166) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((علي يقضي دِيني)) بكسر الدال.
(167)
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من أراد أن يحيا حياتي ويموت موتي ويسكن
جنة الخلد التي وعدني ربي فإن ربي غرس قضبانها بيده فليتول علي بن أبي
طالب فإنه لن يخرجكم من هُدى ولن يدخلكم في ضلال)).
(168) وقوله صلى
الله عليه وآله وسلم: ((من أحب أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويدخل الجنة التي
وعدني ربي قضباناً من قضبانها غرسه بيده وهي جنة الخلد فليتول علياً
وذريته من بعده فإنهم لن يخرجوكم من باب هُدَىَ ولن يدخلوكم في باب ضلال)).
(169) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن تُوَلُوا علياً تجدوه هادياً مهديا يسلك بكم الطريق المستقيم)).
(170) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا علي: ستقاتلك الفئة الباغية وأنت على الحق فمن لم ينصرك يومئذ فليس مني)).
(171)
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا عمار إن رأيتَ عَليَّا قد سلك وادياً
وسلك الناس وادياً غيره فاسلك مع علي ودع الناس إنه لن يدلك على رَدَى ولن
يخرجك عن الهدى)).
(172) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((علي بن أبي طالب أعلم الناس بالله واشد الناس حباً لله وتعظيماً لأهل لا إله إلا الله)).
(173) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((علي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي، حبه إيمان وبغضه نفاق والنظر إليه رأفة)).
(174) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا علي أنت تبين للناس ما اختلفوا فيه من بعدي)).
(175) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أما إنك ستلقى من بعدي جهداً)). قال: في سلامة من ديني؟ قال: ((نعم)) قاله لعلي بن أبي طالب.
(176)
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الأمة ستغدر بك من بعدي وأنت تعيش
على ملتي وتقتل على سنتي ومن أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضني، وإن هذا سيخضب
من هذا يعني لحيته من رأسه)).
(177) وقوله صلى الله عليه
وآله وسلم: ((يا أنس انطلق وادع لي سيد العرب قالت عائشة: ألست سيد العرب؟
قال:أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب، فلما جاء قال: يا معاشر الأنصار ألا
أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعده أبداً؟ هذا علي فأحبوه بحبي
وأكرموه بكرامتي، فإن جبريل أمرني بالذي قلت لكم عن الله عز وجل)).
(178) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنا المنذر وعلي الهادي وبك يا علي يهتدي المهتدون من بعدي)).
(179) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يكون بين الناس فُرقة واختلاف فيكون هذا وأصحابه -يعني علياً- على الحق)).
(180)
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إنه الحق مع ذا الحق مع ذا يعني علياً))
وعن علي عليه السلام أنه قال: ما ضللت ولا ضل بي ولا نسيت ما عهد لي وإني
لَعَلى بينة من ربي بينها لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم وبينها لي وإني
لعلى الطريق.
(181) وعنه: بينما رسول الله آخذ بيدي ونحن نمشي في بعض
سكك المدينة فمررنا بحديقة فقلت: يا رسول الله ما أحسنها من حديقة!. قال:
((لك في الجنة أحسن منها))، فلما خلا له الطريق أعتنقني ثم أجهش باكياً
فقلت: يا رسول الله ما يبكيك؟ قال: ((ضغائنٌ في صدور أقوام لا يبدونها لك
إلا من بعدي)) قلت يا رسول الله في سلامة! قال ((في سلام من دينك)).
(182)
وعنه قال: قلت: يا رسول الله أوصني. قال: ((قل ربي الله ثم استقم)) قلت:
ربي الله عليه توكلت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب. قال:
((ليهنئك العلم يا أبا الحسن لقد شربت العلم شرباً ونهلته نهلاً)).
(183)
وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((خذوا بحجزة هذا الأنزع فإنه الصديق
الأكبر والهادي لمن اتبعه من اعتصم به أخذ بحبل الله ومن تركه مرق من دين
الله)).
(184) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((علي أول الناس إسلاماً،
وأقرب الناس رحماً وأفقه الناس في دين الله تعالى وأضربهم بالسيف، وهو
وصيي ووليي وخليفتي من بعدي، يصول بيدي، ويضرب بسيفي، وينطق بلساني، ويقضي
بحكمي، لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق كافر وهو علم الهدى)).
(185) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا علي من فارقني فارق الله ومن فارقك فقد فارقني)).
(186) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((اللهم ثبت لسانه واهدِ قلبه)).
(187) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: ((إن الله يهدي لسانك)).
(188)
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن علياً راية الهدى وإمام الأولياء
ونور من أطاعني وهو الكلمة التي التزمتها المتقون من أحبه أحبني ومن أبغضه
أبغضني)).
(189) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لأنس: ((أول من يدخل
عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين،
وخاتم الوصيين قال أنس قلت: اللهم رجلاً من الأنصار وكتمته فجاء علي فقال:
من هذا يا أنس؟ قلت: علي بن أطالب فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم
مستبشراً وساق الحديث بطوله إلى أن قال مخاطباً لعلي رضي الله عنه: وأنت
تؤدي عَنِيّ وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي)).