وروي عن النعمان بن بشير أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
(343)
((الحلال بيَّن والحرام بينَّ، وبين ذلك أمور مشتبهات وسأضرب لكم مثلاً إن
لله حمى، وأن حمى الله حرام، وأن من يرعى حول الحمى يوشك أن يخالط
الحمى)).
(344) وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من دار حول
الحمى يوشك أن يقع فيه)) إلى غير ذلك مما يؤدي [إلى] هذا المعنى كثير وعن
علي عليه الصلاة والسلام: أيها الناس من سلك الطريق الواضح ورد الماء ومن
خالف وقع في التيه.
وقال عليه السلام في وصية لابنه الحسن عليه السلام:
(دع القول فيما لا تعرف، والخطاب في ما لا تُكلَّف، وامسك عن الطريق إذا
خفت الضلال، فإن الكف عند حيرة الضلال خير من ركوب الأهوال).
وقال عليه
السلام: ثم أشفقت أن يلتبس عليك ما اختلف الناس فيه من أهوائهم وآرائهم مثل
الذي التبس عليهم... إلى أن قال: وأعلم يا بني أن أحب ما أنت آخذ به من
وصيتي تقوى الله تعالى والاقتصار على ما فرضه الله، والأخذ بما مضى عليه
الأولون من آبائك، والصالحون من أهل بيتك، فإنهم لم يدعوا أن نظروا لأنفسهم
كما أنت ناظر، وفكروا كما أنت مفكر، ثم ردهم ذلك إلى الأخذ بما عرفوا
والامساك عما لم يكلفوا.
وقال عليه السلام فيها: (ولا تقل ما لا تعلم، وإن قلّ ما تعلم).
وروى
محمد بن الهادي عن الباقر عليه السلام أن رجلاً سأله فقال: دلني على أمر
إذا عملت به نجوت عند الله، وإذا سُئلت غداً قلت أنت هديتنيه. قال: إعمل
بما أجمع عليه المختلفون، وكذلك في مصباح الشريعة عن ولده جعفر الصادق عليه
السلام وكذلك سائر القدماء عليهم السلام منهم ومن وافقهم من المتأخرين
عليهم السلام لأنهم يقولون بتحريم الأخذ بالأخف بعد قولهم بوجوب اتباع
جماعة العترة عليهم السلام جملة كما تقدم مفصلاً، وقال: المنصور بالله عليه
السلام تتبع الرخص زندقة، وقال في (الفصول): والأحوط الأخذ بما أجمع عليه
وتحريم الأخذ بالأخف اتباعاً للهوى إجماعاً فهذا حكم الاتباع وتحقيقه حسب
الإمكان والمقصود رضا الله تعالى والحق أحق أن يتبع، وماذا بعد الحق إلا
الضلال، فلينظر المرء إلى ما يأمن معه العقاب في جميع أموره وينظر في
الأدلة بإنصاف من دون أن يعمى بصره بالعصبية والحمية للمذهب.
نسأل الله
الكريم أن يقود بنواصينا إلى الخير، وأن يقينا في الدنيا والآخرة كل هول
وضير، فإنه لا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل، ونعم
المولى ونعم النصير، والحمد لله رب العالمين.
فهذا ما أردنا جمعه من كتاب الثمار المجتناة.
[خاتمة]
ولنختم
ذلك بذكر جملة مما أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعض أصحابه
لما فيها من الفوائد السنية، والترغيبات المرضية، وللتبرك في ختم كتابنا
بذكر خير البرية عليه أفضل الصلوات والتسليم، فمن ذلك ما أوصى به أمير
المؤمنين عليه السلام.
روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
(345)
((يا علي لا فقر أشد من الجهل، ولا مال أعز من العقل، ولا وحدة أوحش من
العُجب، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف،
ولا حسب كحسن الخلق، ولا عبادة مثل التفكر، آفة العلم النسيان، وآفة الحديث
الكذب، وآفة العبادة الفترة، وآفة الظرف الصلف، وآفة السماحة المن، وآفة
الشجاعة البغي، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحسب الفخر.
يا علي أربع خصال من الشقاء: جمود العين، وقساوة القلب، وبعد الأمل، وحب النفاق.
يا علي أنهاك عن ثلاث خصال عظام: الحسد، والحرص، والكبر.
يا علي سيد الأعمال ثلاث خصال: إنصافك للناس من نفسك، ومواساة الأخ في الله، وذكر الله تعالى على كل حال.
يا علي ثلاث من لم يكن فيه لم ينفعه عمله: ورع يحجزه عن معاصي الله، وخلق يداري به الناس، وحلم يرد به جهل الجاهل.
يا علي ثلاث منجيات: تكف لسانك، وتبكي على خطيئتك، ويسعك بيتك.
يا علي ثلاث من حقائق الإيمان: الإنفاق في الإقتار، وإنصافك الناس من نفسك، وبذل العلم للمتعلم.
يا
علي أوصيك بخصال فاحفظهن: -اللهم أعنه [على حفظهن]-: الخوف من الله تعالى
كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وكثرة البكاء يبنى لك بكل دمعة بيت
في الجنة، عليك بصلاة الليل، عليك برفع يديك في الصلاة وتقليبها، عليك
بتلاوة القرآن على كل حال، عليك بالسواك لكل صلاة.
يا علي: إن من اليقين
أن لا تُرضِي أحداً بسخط الله، ولا تحمد أحداً على ما آتاك الله، وأن لا
تذم أحداً على ما لم يؤتك الله به، فإن الرزق لا يجره حرص حريص، ولا يصرفه
كراهة كاره.
أربعة لا ترد لهم دعوة: الإمام العادل، والوالد لولده،
والرجل لأخيه بظهر الغيب، يوكل به الله ملكاً يقول: ولك مثله والمظلوم يقول
الله عز وجل: لأنتصرن لك ولو بعد حين.
أربع القليل منهن كثير: النار، والعداوة، والوجع، والفقر.
أربع
أسرع شيء عقوبة: رجل أحسنت إليه ويكافئك بالإحسان إساءة، ورجل لا تبغي
عليه وهو يبغي عليك، ورجل عاهدته على أمر فمن أَمْرِك الوفاء ومن أمره
الغدر لك، ورجل يصل قرابته ويقطعونه.
ثلاث لا ينتصف من ثلاث: بر من فاجر وحليم من جاهل وشريف من وضيع.
ثلاثة مجالستهن تميت القلب: مجالسة الأنذال، والحديث مع النساء، ومجالسة الأغنياء.
ثلاث
مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، وثلاث منجيات: خوف من
الله في السر والعلانية كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك والعدل في
الغضب والرضى، والقصد بالفقر والغنى)).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم بإسناده إلى أبي ذر رضي الله عنه [أنه]قال: قلت: يا رسول الله أوصني قال:
(346)
((أوصيك بتقوى الله فإنها رأس أمرك. قلت: يا رسول الله زدني. قال: عليك
بتلاوة القرآن وذكر الله فإن ذلك لك نور في السموات ونور في الأرض. قلت: يا
رسول الله زدني. قال: لا تكثر الضحك فإنه يميت القلب، ويذهب نور الوجه.
قلت: يا رسول الله زدني. قال عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي. قلت: يا رسول
الله زدني. قال: عليك بالصمت إلا من خير، فإنه مَرَدَّة للشيِطان عنك وعون
لك على أمر دينك. قلت: يا رسول الله زدني. قال: انظر إلى من هو دونك ولا
تنظر إلى من هو فوقك، فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عليك. قلت: يا رسول
الله زدني. قال: لا تخف في الله لومة لائم. قلت: يا رسول الله زدني. قال:
صل قرابتك وإن قطعوك. قلت: يا رسول الله زدني. قال: تحب للناس ما تحب
لنفسك، ثم ضرب بيده على صدري فقال: يا (أبا ذر) لا عقل كالتدبير ولا ورع
كالكف، ولا حسب كحسن الخلق)).
وبإسناده إلى أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
(347)
((يا أبا هريرة، ألا أعلمك كلمات تعمل بهن وتُعَلِمُهُنَّ الناس. قال:
قلت: نعم يا رسول الله. قال: كن ورعاً تكن أعبد الناس، وكن قَنِعَاً تكن
أغنى الناس، وارضى للناس ما ترضى لنفسك تكن مسلماً، وأحسن جوار من جاورك
تكن مؤمناً، وأقل الضحك فإنه يميت القلب)).
وبإسناده إلى أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
(348)
((ستة أيام إعقل يا أبا ذر ما أقول لك، ثم لما كان اليوم السابع قال:
أوصيك بتقوى الله عز وجل في سرائرك وعلانيتك وإذا أسات فأحسن ولا تسألن
أحداً وإن سقط سوطك ولا تزوينَّ أمانة ولا تولين يتيماً ولا تقضين بين
اثنين)).
وبإسناده إلى أبي ذر رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
(349)
((يا أبا ذر ألا أوصيك بوصية إن أنت حفظتها ينفعك الله تعالى بها؟ فقلت:
بلى بأبي أنت وأمي. فقال: جاور القبور تذكرك بها، وعيد الآخرة، وتزورها
بالنهار ولا تزورها بالليل واغسل الموتى فإن في معالجة جسد خاوٍ عظة، وشيّع
الجنائز فإن ذلك يحرق قلبك ويحزنه، واعلم أن أهل الحزن في أمر الله جل
ذكره في علو من الله، وجالس أهل البلاء والمساكين، وكُل معهم ومع خادمك
لعلّ الله تبارك وتعالى يرفعك يوم القيامة، والبس الخشن والشقيق -من
الثياب- تذللاً لله تبارك وتعالى وتواضعاً لعل الفخر والعز لا يجدان في
قلبك مساغاً، وتزيّن أحياناً في عبادة الله بزينة حسنة تعطفاً وتكرماً
وتجملا فإن ذلك لا يضرك إن شاء الله وعسى إن تحدث لله شكراً)).
وبإسناده إلى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لأصحابه:
(350)
((يا معشر المهاجرين ويا معشر الأنصار لا تدعوا ولا تنسوا أمواتكم في
قبورهم فإن موتاكم يرجون فضلكم وأن موتاكم لا يقدرون على أن يأتوا مجلساً
وموتاكم محبوسون في عساكر الموتى وموتاكم يرغبون في أعمال البر وموتاكم
يندمون على سيئاتهم، ولا تنفع ندامتهم، أصحابي لو تعلمون أي شيء تصيبون في
عذاب القبر لما فرحتم ولما جمعتم ولما لبستم ولما برحتم مجلساً، أصحابي لو
أنكم تعلمون مثل ما أعلم لم تنبت على أجسادكم اللحوم وأنتم تقولون يا رب
اغفر لموتانا فكيف لا تقدمون من أموالكم شيئاً لموتاكم فرجوا عن أمواتكم في
ظلمة القبر بحسنة من حسناتكم فإن حق موتاكم عليكم أكثر مما تظنون)) فبكى
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال النبي صلى الله عليه وآله
وسلم: ((ابكوا فإن البكاء هاهنا ينفعكم وبكاء أهل النار في النار لا ينفعهم
هيهات هيهات إن لله دارين الجنة والنار، فشتان ما بين الدارين وبين
المنزلين فريق في جوار الله في جنة الخلد وهم فيها خالدون وفريق في النار
ثم قرأ: ?إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ
الْمُحْسِنِينَ?))[الأعراف:56].
وبإسناده إلى ابن مسعود قال: دخلت أنا
وخمسة يعني على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد أصابتنا مجاعة شديدة
فما ذقنا منذ أربعة أشهر إلا الماء واللبن، وورق الشجر، فقلنا: يا رسول
الله إلى متى نحن على هذه الحالة الشديدة فقال صلى الله عليه وآله وسلم:
(351)
((لا تزالون فيها ما عشت فيكم فأحدثوا لله شكراً، فإني قرأت في كتاب الله
تعالى الذي أنزل عليَّ وعلى من كان قبلي فما وجدت أمة يدخلون الجنة بغير
حساب، وقال الله تعالى: ?إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ
بِغَيْرِ حِسَابٍ?[الزمر:10] وقال: ?أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ
بِمَا صَبَرُوا?[الفرقان:75] وقال: ?أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا
الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ
قَبْلِكُمْ?إلى قوله: ?أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ?[البقرة: 214]
وقال تعالى: ?وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ
وَنَقْصٍ مِنْ الأَْمْوَالِ وَالأَْنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ
الصَّابِرِين?))[البقرة:155] قلنا: يارسول الله من الصابرون؟ قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: (([الذين] صبروا على طاعة الله وعن معصية الله
وكسبوا طيباً وأنفقوا قسطاً، وقدموا فضلاً فأفلحوا وانجحوا،
يا بن مسعود
عليهم الخشوع والتقوى، والسكينة والوقار والثقة واليقين والاعتبار والبر
والورع والاحسان والحب في الله والبغض في الله وأداء الأمانة والعدل في
الحكم وإقامة الشهادة، ومعاونة الصديق، والعفو عن المسيء، ويغفر عمن ظلمه،
يا
بن مسعود إذا ابتلوا صبروا، وإذا أعطوا شكروا، وإذا حكموا عدلوا، وإذا
قالوا صدقوا، وإذا عاهدوا أوفوا، وإذا غضبوا غفروا، وإذا أساؤا استغفروا،
وإذا أحسنوا استبشروا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا: سلاما، وإذا مروا
باللغو مروا كراماً، ويبيتون لربهم سجداً وقياماً، ويقولوا للناس حسناً، يا
بن مسعود والذي بعثني بالحق إن هؤلاء [هم]الصابرون
يا بن مسعود من شرح
الله صدره[للإسلام] فهو على نور من ربه النور إذا وقع في القلب انشرح
وانفسح، وعلامته التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد
للموت قبل نزول الموت
يا بن مسعود من زهد في الدنيا قصر فيها أمله،
وتركها لأهلها. قال الله تعالى: ?لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ
عَمَلا?[الملك:2] أي أزهد في الدنيا واتركها فإنها دار غرور ودار من لا دار
له ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له،
يا بن مسعود أحقر الناس
من طلب الدنيا قال الله عز وجل: ?اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ
الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ
وَتَكَاثُرٌ?إلى قوله: ?عَذَابٌ شَدِيدٌ?[الحديد:20] قال الله تعالى:
?وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا?[مريم: 12] يعني الزهد في الدنيا قال
الله تعالى: ?إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُْولَى، صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ
وَمُوسَى?[الأعلى:18-19] قال تعالى لموسى عليه السلام لم يتزين المتزينون
بزينة أحسن ولا أحب إليَّ بمثل الزهد، وقال: يا موسى إذا رأيت الفقر مقبلاً
فقل مرحباً بشعار الصالحين وإذا رأيت الغنى مقبلاً فقل ذنب عجلت عقوبته.
يا
بن مسعود من اشتاق إلى الجنة سلى عن الشهوات ومن أشفق من النار رجع عن
المحرمات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات، ومن ترقب الموت سارع إلى
الخيرات.
يا بن مسعود إن موسى المصطفى بالكلام والنجوى، رأى خضرة البقل
من شقاق بطنه ومن هزاله، وما سأل ربه عز وجل حين تولى من الظل إلى طعاماً
يأكله من جوعه.
يا ابن مسعود إن شئت نبأتك بأمر نوح عاش ألفاً إلا خمسين
عاماً لم يبني كلما أصبح قال: لا أمسي وإذا أمسى قال: لا أصبح، وكان لباسه
الشعر وطعامه الشعير، وإن داود خليفة الله في الأرض كان طعامه على ثلاثة
أجزاء: جزء شعير، وجزء ماء، وجزء نخالة وكان لباسه الشَّعَر، وإن سليمان
عليه السلام فيما كان فيه من الملك يأكل الخشكار ويطعم الناس الحوارى، وكان
لباسه الشَّعَر وإذا جنه الليل شدّ يده إلى عنقه فلا يزال حتى يصبح
باكياً، وإن إبراهيم خليل الله صلى الله عليه كان لباسه الصوف وطعامه
الشعير، وكان يحيى بن زكريا عليه السلام لباسه ليف ويأكل ورق الشجر، وأن
عيسى بن مريم عليه السلام ففي أمره عجب كان يقول: إدامى الجوع وشعاري
الخوف، ودابتي رجلاي ولباسي الصوف وسراجي القمر، ودفئي في الشتاء مشارب
الأرض وفاكهتي وريحانتي مما أنبتت الأرض للوحوش والأنعام، وليس لي شيء وليس
على الأرض أغنى مني، يا بن مسعود يبغضون ما أبغض الله ويصغرون ما صغر
الله، ويزهدون فيما زهد الله تعالى حتى وجدوا الثناء قال لنوح عليه السلام:
?إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُوراً?[الإسراء:3] ?وَاتَّخَذَ اللَّهُ
إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً?[النساء:125]وجعل داود خليفة الله في أرضه