[بيان المقصود بأهل البيت]
فإن قال قائل: قد ظهر بهذه الأدلة أن أهل البيت أفضل الناس أجمعين وأنه يجب اتباعهم وأنهم على الحق وأن جماعتهم معصومة فبين لي من هم حتى أتبعهم؟.
قلنا له وبالله التوفيق: قد بينهم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الحنفاء فإنها قد تظافرت الروايات عنه صلى الله عليه وآله وسلم حتى بلغت حداً يحيل العقل تواطئهم على الكذب عادة.

[الإحتجاج بآية التطهير وحديث الكساء]
من ذلك ما رواه أبو طالب عليه السلام في أماليه بالإسناد إلى أم سلمة.
(284) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((أخذ ثوباً فجلله على علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ثم قرأ هذه [الآية] ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً?[الأحزاب:33] فجئت لأدخل معهم فقال مكانك إنك على خير)) وفي كتاب (المحيط بالإمامة للشيخ الإمام أبي الحسن علي بن الحسين بن محمد) بالإسناد إلى أبي سعيد الخدري قال:
(285) نزلت هذه الآية ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً?[الأحزاب: 33]في نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فجللهم رسول الله بكساء وقال: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)) قال: وأم سلمة على باب البيت فقالت: يا رسول الله وأنا فقال: ((وأنت إلى خير)).
وفيه بالإسناد إلى عمرة بنت أفعى قالت:

(286) سمعت أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها تقول: نزلت هذه الآية في بيتي: ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً?[الأحزاب:33] قالت: وفي البيت سبعة جبريل وميكائيل عليهما السلام ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وأنا على باب البيت جالسة فقالت: يا رسول الله ألست من أهل البيت فقال: ((إنك على خير إنك من أزواج النبي)) صلى الله عليه وآله وسلم.
وأخرج مسلم عن عائشة قالت:
(287) ((خرج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم [غداة] ومعه مرط مرحل [من شعر]أسود فجاء الحسن فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً?)).
وأخرج الترمذي عن أم سلمة رضي الله عنها قالت:
(288) نزلت هذه الآية وأنا جالسة على باب بيتي ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً?[الأحزاب:33] وفي البيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي البيت علي وفاطمة والحسن والحسين وجللهم بكساء وقال: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا))، فقلت: يا رسول الله ألست أنا من أهل البيت؟ فقال ((إنك على خير أنت من أزواج رسول الله)).
وأخرج أيضاً عن أنس قال:

(289) كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين نزلت هذه الآية?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً?[الأحزاب:33] يمر بباب فاطمة إذا خرج إلى الصلاة يقول: ((الصلاة أهل البيت ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً?))[الأحزاب:33].
وفي كتاب (شواهد التنزيل) للحاكم الإمام أبي القاسم الحسكاني المحدث النيسابوري رحمه الله بإسناده إلى أنس بن مالك.
(290) أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول: ((الصلاة يا أهل البيت ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً?)) أخرجه عن أنس من سبع طرق.
وعن أبي سعيد الخدري عن أبي الحمراء خادم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من طرق عديدة بالمعنى وأكثر اللفظ ولم يخالف في بعضها إلاَّ في عدد الأشهر، وفيه بالإسناد من طريقين إلى البراء بن عازب قال:
(291) جاء علي وفاطمة والحسن والحسين إلى باب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال بردائه فطرحه عليهم وقال: ((اللهم هؤلاء عترتي)).
وفيه بالإسناد إلى جابر بن عبد الله الأنصاري:.
(292) أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعا (عليا وابنيه وفاطمة) فألبسهم من ثوبه ثم قال: ((اللهم هؤلاء أهلي؟ هؤلاء أهلي)).
وفيه بالإسناد عن جابر أيضاً قال:

(293) نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وليس في البيت إلا فاطمة والحسن والحسين وعلي ? إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً?[الأحزاب:33].
فقال: النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((اللهم هؤلاء أهلي)).
وفيه بالإسناد إلى الحسن السبط عليه السلام قال:
(294) لما نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإياه في كساء لأم سلمة خيبري ثم قال: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)).
وفيه بالإسناد إلى حصين بن أبي جميلة قال: لما خرج الحسن بن علي عليهما السلام بالناس وهو بالكوفة فطعن بخنجر في فخذه فمرض شهرين ثم خرج فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أهل العراق اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم وضيفانكم وأهل البيت الذي سمى الله في كتابه العزيز?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً?.
وفيه بالإسناد من ثلاث طرق إلى هلال بن يسار قال: سمعت الحسن بن علي عليهما السلام وهو يخطب الناس يقول: يا أهل الكوفة اتقوا الله عز وجل فينا فإنا أمراؤكم وإنا ضيفانكم ونحن أهل البيت الذين قال الله عز وجل: ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً? وفي بعضها زيادة قال: فما رأيت باكياً أكثر من يومئذ.

وفيه بالإسناد إلى سعد بن أبي وقاص أنه قال لمعاوية بالمدينة: لقد شهدت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثاً لأن يكون لي واحدة منها أحب إليَّ من حُمر النعم:
(295) شهدته وقد أخذ بيد علي وابنيه الحسن والحسين وفاطمة وقد جأر إلى الله عز وجل ويقول: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)).
وفيه بالإسناد إلى[عامر بن] سعد أيضاً قال:
(296) ثلاثاً لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الوحي فأدخل علياً وفاطمة وابنيها تحت ثوبه ثم قال: ((اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي)) وساق الحديث بطوله واختصرته.
وفيه بالإسناد من (طريقين) إلى [عامر بن] سعد أيضا قال:

(297) مرّ به معاوية قال: ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب فقال سعد: ما ذكرت ثلاثاً قالهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا أسبّه أن يكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول له وقد خلفه في بعض مغازيه فقال علي: يا رسول الله أتخلفني مع النساء والصبيان؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)) وسمعته يقول: ((لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله)) فتطاول إليها الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ادعوا علياً)) فأتي به وهو أرمد فبصق في عينيه ودفع إليه الراية ففتح الله عليه، ولمَّا نزلت هذه الآية: ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً? دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً وقال: ((اللهم هؤلاء أهلي))، وفي رواية: ((أهل بيتي)).
ورواه مسلم بن الحجاج في مسنده الصحيح هكذا بطوله، ورواه الترمذي في جامعه وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه.
وفيه بالإسناد من طرق كثيرة إلى أبي سعيد الخدري في قول الله عز وجل: ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً? قال:

(298) جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عَليَّاً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ثم أدار عليهم الكساء فقال: ((هؤلاء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا))، وفي أحدها زيادة: وأم سلمة على الباب قالت: يا رسول الله ألست منهم؟. قال: ((إنك لعلى خير وإلى خير)).
وفيه بإسناده إلى من سأل عطية عن هذه الآية: ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً?. قال: أجيب لك عنها بعلم:
(299) حدثني أبو سعيد الخدري: أنها نزلت في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والحسن والحسين وفاطمة وعلي، قال: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرّهم تطهيراً)) وكانت أم سلمة بالباب وقالت: يا رسول الله وأنا منهم؟ فقال رسول الله: ((إنك بخير وإلى خير)).
وفيه بالإسناد من طريقين إلى عطية عن أبي سعيد أيضاً عن هذه الآية فَعَدَّ: النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
وفيه بالإسناد إلى أبي سعيد قال:
(300) جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أربعين صباحاً إلى باب علي بعدما دخل بفاطمة فقال: ((السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، الصلاة يرحمكم الله ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً?))، وفي أحدهما زيادة: ((أنا حرب لمن حاربتم وأنا سلم لمن سالمتم)).
وفيه عن أبي سعيد قال:

(301) لما نزلت هذه الآية: ?وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ?[طه:22] كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجيء إلى باب علي صلاة الغداة ثمانية أشهر يقول: ((الصلاة يرحكم الله ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً?)).
وفيه عن أبي سعيد عن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
(302) لما نزلت هذه الآية:?وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ?[طه:22]قال: كان يجئ إلى باب علي تسعة أشهر كل صلاة غداة ويقول: ((الصلاة يرحمكم الله ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً?)).
وفيه بالإسناد إلى ابن عباس رضي الله عنه قال:
(303) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحسن والحسين وعلياً، وفاطمة، ومد عليهم ثوباً ثم قال: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)).
وفيه بالإسناد إلى ابن عباس أيضاً قال: ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ? نزلت في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي، وفاطمة، والحسن والحسن، والرجس: الشك.
وفيه بالإسناد إلى علي بن أبي طالب عليه السلام قال:

(304) جمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيت أم سلمة أنا وفاطمة وحسناً وحسيناً ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كساءٍ له وأدخلنا معه ثم ضمنا ثم قال: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً))، فقالت أم سلمة: فأنا -ودنت منه- فقال: ((أنت ممن أنت منه وأنت على خير)) أعادها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثا يصنع ذلك.
وفيه بالإسناد إلى عبد الله بن جعفر الطيار قال:
(305) لما نظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم جبريل هابطاً من السماء قال: ((من يدعو لي؟ من يدعو لي؟)) فقالت زينب: أنا يا رسول الله، فقال ((أدعي لي علياً، وفاطمة، وحسناً وحسينا))، فجعل حسناً عن يمينه وحسيناً عن يساره وعليا وفاطمة تجاههم، ثم غشّاهم بكساء خيبري وقال: ((اللهم إن لكل أهلاً وهؤلاء أهلي)) فأنزل الله تعالى:?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً? فقالت زينب: يا رسول الله ألا أدخل معكم؟ قال: ((مكانك فإنك على خير إن شاء الله تعالى)) أخرجه عنه من ثلاث طرق بالمعنى وأكثر اللفظ.
وفيه بالإسناد إلى عائشة أم المؤمنين قالت:
(306) خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: ((?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً?)) أخرجه عنها من ست طرق بالمعنى وأكثر اللفظ.

12 / 20
ع
En
A+
A-