ومنها ما قال العلامة شبر: في الدليل الثامن وهو: قوله تعالى: ]وكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إمَامٍٍ مُبِيْنٍٍ[ [يس/15] قال: ففيها دلالة صريحة على وجود الإمام العالم بجميع الأشياء.
قلنا: ليس المراد بلفظ (إمام) في الآية الكريمة الإمام القائم مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بل المراد ما ذكره أئمة التفسير، ونكتفي بكلام أكابر مفسري الإمامية، قال الطوسي في التبيان الجزء الثامن (من صفحة/447) ثم قال: وكل شيء أحصيناه في إمام مبين، ومعناه أحصيناه في كتاب ظاهر، وهو اللوح المحفوظ، والوجه في أحصا ذلك في إمام مبين اعتبار الملائكة إذا قابلوا به ما يحدث من الأمور وكان فيه دليل على معلومات الله على التفصيل أهـ.
وقال الطبرسي في تفسيره مجمع البيان: ]وكُلَّ شَيْءٍٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إمَامٍ مُبِيْنٍٍ[ أي وأحصيناه وعددنا كل شيء من الحوادث في كتاب ظاهر، وهو اللوح المحفوظ، والوجه في أحصا ذلك اعتبار الملائكة به إذا قابلوا به ما يحدث …إلخ، على أن ظاهر الآية لا يساعد شبر على ما ادعاه لأنه كان يلزم أن يكون الإمام ظرفاً لكل شيء وهذا لا يريده شبر ولا قائل به.
فإن قلت: قد أبطلت أن يكون الإمام معيناً بإسمه وعينه من الشارع سِوَى علي وولديه، فبماذا تثبت الإمامة في الإمام عندكم؟
قلت: إليك كلام إمام الأمة أميرالمؤمنين يحيى بن الحسين، الهادي إلى دين الله القويم ـ uـ ونصه في الأحكام الجزء الثاني (ص/460) قال يحيى بن الحسين ـ صلوات الله عليه: تثبت الإمامة للإمام ويجب على جميع الأنام بتثبيت الله لها فيه وجعله إياها له وذلك فإنما يكون من الله إليه إذا كانت الشروط المتقدمة التي ذكرناها فيه، فمن كان من أولئك كذلك فقد حكم الله له بذلك، رضي بذلك الخلق أم سخطوا.