وقال في مختار الصحاح: آل الرجل أهله وعياله، وآله أيضاً أتباعه..اهـ. وآل رسول الله صلى اللّه عليه وآله وسلم هم عدول أهل بيته. وأهل بيته عندنا هم علي وفاطمة والحسن والحسين وذرية الحسنين لحديث الكساء، وهو يقتضي الحصر والقصر وسنوضح ذلك. وذهب إلى هذا من المعتزلة أبوعبدالله البصري والقاضي عبدالجبار بن أحمد وذهب قوم إلى أنهم بنو هاشم وبنوا المطلب لحديث حل الخمس لهم، وذهب قوم إلى أنهم بنو هاشم لحديث: ((لا تحل الصدقة لمحمد ولا لآل محمد))، وذهب قوم إلى أنهم زوجات النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم لآية التطهير، وهي متوسطة بين ما نزل فيهن، والحجة لما ذهب إليه أهل البيت من أن الآل هم علي وفاطمة والحسنان ومن انتسب بأبيه إلى الحسنين إلى انقطاع التكليف حديث الكساء، وهو مخرج من طرق كثيرة وبألفاظ متقاربة منها برواية واثلة بن الأسقع، قال: طلبت علياً ـ uـ في منزله، فقالت فاطمة ـ عليها السلام ـ ذهب يأتي برسول الله صلى اللّه عليه وآله وسلم قال: فجاءا جميعاً فدخلا فدخلت معهما، فأجلس علياً ـ uـ عن يساره وفاطمة عن يمينه والحسن والحسين ـ عليهم السلام ـ بين يديه، ثم التفع عليهما بثوبه، ثم قال: ]إنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْرَاً[  [الأحزاب/33] اللهم هؤلاء أهلي اللهم أهلي أحق فقلت من ناحية البيت: وأنا من أهلك يا رسول الله. قال: وأنت من أهلي. قال واثلة: فذلك أرجى ما أرجو من عملي)) أخرجه الإمام المرشد بالله ـ uـ بسنده، وأورده الإمام المنصور بالله. القاسم ابن محمد ـ uـ في الإعتصام نقلاً عن الأمالي، وفي الأمالي عن ابن عباس وفيها عن عمر بن أبي سلمة، قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى اللّه عليه وآله وسلم: ]إنَّما يُرِيْدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْراً[ قال: فدعا رسول الله صلى اللّه عليه وآله وسلم بفاطمة والحسن والحسين فأجلسهم بين يديه، ودعا بعلي فأجلسه خلف ظهره ثم جللهم بالكساء، فقال: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، قالت أم سلمة يا رسول الله اجعلني منهم. قال: أنتِ مكانك وأنت على خير)) ولكثرة طرق الحديث وكثرة مخرجيه من علماء الأمة وحفاظها فلا نطيل البحث بكثرة النقل، ونقول ما قاله شيخنا وشيخ مشائخنا المولى: مجدالدين بن محمد بن منصور ـ أسعده الله ونفع بعلومه ـ هذا واعلم أنَّ الأربعة علياً وفاطمة والحسنين وذريتهم ـ صلوات الله عليهم ـ مرادون بجميع ما ورد في آل محمد وأهل البيت والعترة قطعاً لغةً وعرفاً وشرعاً، وأخبار الكساء المتواترة المعلومة المتكررة مصرحة بالحصر والقصر عليهم وإخراج من عداهم ممن يتوهم دخوله معهم، ثم قال حفظه الله ونفع بعلومه: وقد لخص البحث  في أخبار الكساء من هذا الوجه الإمام الناصر الأخير عبدالله بن الحسن ـ uـ في الأنموذج الخطير ولفظه: وقد دل الحديث على تخصيص علي وفاطمة والحسن والحسين وإخراج غيرهم من الموجودين في ذلك الوقت من وجوه، الأول: أنه دعاهم دون غيرهم ولو شاركهم غيرهم في كونه من أهل البيت ـ عليهم السلام ـ لدعاه.

الثاني: اشتماله عليهم بالكساء دون غيرهم ليكون بياناً بالفعل مع القول.

الثالث: أنه قال:((اللهم إن هؤلاء أهل بيتي)) مؤكداً الحكم بإنَّ.

الرابع: تعريف المسند إليه بالإشارة الذي تفيد تمييزه أكمل تمييز كما يعرفه علماء المعاني.

والخامس: أنه أتى بالجملة مكررة للتأكيد ليرفع توهم دخول الغير كما هو شأن التأكيد اللفظي عند أهل اللغة.

88 / 203
ع
En
A+
A-