وأمَّا الأصل الثاني: وهو قولنا أنا لانراه الآن فذلك معلوم ولامنازعه فيه فصح أن الله تعالى لايرى في الدنيا ولا فى الاخره هذاهو دليل العقل وأما دليل السمع فقوله تعالى: ]لاَ تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وهُوْ يُدْرِكُ الأبْصَارَ وهُوَ اللَّطِيْفُ الْخَبِيْرُ[ [الأنعام/103] ووجه الاستدلال با لآية الكريمة من وجهين:
الأول: أنَّه تعالى نفى أن تدركه الأبصار نفياً عاماً شاملاً لجميع الأبصار ولجميع أوقات الدنيا والآخرة ، فاقتضى ذلك العموم والشمول لجميع الأفراد فى الطرفين الأشخاص والأوقات، يبين ذلك أنَّ حرف النفي إذا دخل على الفعل المضارع نفاه على سبيل الإطلاق من دون تقييد بوقت دون وقت وكذلك آلة التعريف إذا دخلت على إسم الجمع أفادت العموم لجميع أفراده وهذا لاينكره الخصوم.
الثاني: أنَّ الله تعالى تمدح بنفي إدراك الأبصار له وذلك تمدح راجع إلى ذاته وكل تمدح راجع إلى الذات فإثبات نقيضه نقص والله تعالى لايجوز عليه النقص وهذا الدليل مبني على أربعة أصول.
الأول: أنَّه تعالى تمدح بنفي إدراك الأبصار له.
الثاني: أنه تمدح راجع إلى ذاته.