وبمعنى النعمة: يقال لفلان على فلان يد، أي نعمة، وقد بطل بالأدلة القاطعة أن يكون سبحانه جسماً أو عرضاً، والجارحة المخصوصة لاتصح عليه، لأن ذلك تجسيم فلم يبق إلا أن تكون الآية بمعنى النعمة والتثنية لنعم الدنيا ونعم الآخرة، ومعنى قوله تعالى: ]لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ[ [ص/75] أي بقدرتي ومعنى قوله: ]وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَاتٌ بِيَمِيْنِهِ[ [الزمر/67] أي بقُوّته.
وأما قوله تعالى: ]تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا[ فقال الإمام القاسم بن محمد عليهِ السّلام: هي من باب المشاكلة لكلمة العين المقدرة وهي الجارحة الخاطرة بذهن السامع لما كان لا يتم حفظ مثلها لأحد في الشاهد إلا بمتابعة أبصارها بالعين الجارحة. اهـ معنى كلامه.
والمعنى في الآية: ]تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا[ [القمر/14] أي بعلمنا، وعن الحسن أنه قال: تجري بأعيننا ، أي بأمرنا، وقيل بحفظنا وحراستنا، ومثلها قوله تعالى: ]وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي[ [طه/39] أي على علمي، ومثلها قوله تعالى: ]فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا[ [الطور/48] أي في كلايتنا وحفظنا.
واعـلم أن المشاكلة المذكورة عند أهل البيان هي: ذكر الشيء بلفظ غيره، لوقوعه في صحبته تحقيقاً أو تقديراً، فالأول كقول الشاعر:
قـالوا اقترح شيئاً نجد لك طبـخه