كـراسيّ بـالأحداث حـين  تنوب

أي أهل علوم، ومنه قيل للصحيفة كراسة، قال في شرح الأساس: قال في البلغة: وروي عن جعفر بن محمد الصادق عن آبائه عليهم السلام في تأويل قوله تعالى: ]وسعَ كُرْسِيُّهُ السَّمواتِ والأرضَ[ وسعَ علمه السموات والأرض. اهــ.

وللإمام الهادي يحيى ابن الحسين عليه السلام (كتاب العرش والكرسي) في الإحتجاج على أنّ الكرسي هو العلم، فيه علم جم يطالعه من أحب الرجوع إليه.

وأما قوله تعالى: ]كلُّ شَيْءٍٍ هَالِكٌ إلاَّ وَجْهَهُ[ [القصص/88]  وقوله تعالى: ]إنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ[ [الإنسان/9]  وقوله تعالى: ]إلاَّ ابتغاءَ وَجْهِِ ربِّهِ الأعْلَى[ [الليل/2]  ، فنقول: إنه قد علم بالأدلة القطعية عقلاً وسمعاً أن الله تعالى ليس بجسم ولا عرض، وأنه ليس بذي جارِحَةٍ، فلا حجة لأهل التجسيم بهذه الآيات، لأن الآية الأولى لو حملت على جارحة مخصوصة لفسد المعنى، لأنه يصير أنه يهلك ما سوى الوجه وهذا مما لا يقولون به ولا يلتزمونه، لأنه كفر.

فلم يبقَ إلا أن يكون الوجه بمعنى الذات، ويكون معنى الآية: كل شيء هالك إلا هو، لأنه يعبر في لغة العرب بالوجه عن الذات كما يقال هذا وجه الرأي ووجه الصواب، أي الرأي وهو الصواب، وقد بين الإمام نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم عليه السلام معاني الوجه في كتاب (المسترشد في مجموعِهِ)، ومعنى قوله تعالى: ]إلاَّ إبتغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأعْلَى[ ، وقوله تعالى: ]إنَّما نطعمكُمْ لوجهِ اللَّه[ ، أيْ إلا إبتغاء ثواب الله ورضوانه، وأما قوله تعالى: ]يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ[ [الزمر/56] ، فالجنب يعبّرُ به عن العضو المخصوص، ويعبّرُ به عن الأمر، فمعناها: ياحسرتى على ما فرطت في أمر الله. قال الشاعر:ـ

67 / 203
ع
En
A+
A-