مسألة أفعال العبادوأمَّا الجواب عن مسألة أفعال العباد:
فأقول وبالله التوفيق: إعلم أن البحث في هذه المسألة يحتاج إلي إيضاح وتبيين، وسيكون ذلك في ثلاث مقدمات وفوائد، بعد ذكر المقدمات لها تعلق بالمسألة.
أمَّا المقدمات : (فالأولى): في الكلام علي حقيقة العدل، (والثانية): في بيان وإيضاح كون الله تعالى عدلاً، (والثالثة): في كون أفعال العباد شبه الخصوم وإجاباتنا عليهاشبه الخصوم وإجاباتنا عليها
وَلنُشِرْ إلى بعض الشبه التى تعلق بها الخصوم واعلم أنَّهم تعلقوا بشبهٍ منها: قوله تعالى: ]وجوهٌ يَوْمَئِذٍٍ نَاظِرةٌ[ [القيامة/22] وقوله تعالى: ]كَلاَّ إنّهم عن رَبِهم يومئذٍ لمحجوبون[ [المطففين/15] وقوله تعالى: ]لِلَّذِيْنَ أحْسَنُوْا الْحُسْنَى وزِيَادَةٌ[ [يونس/26] وبما رووه من الحديث: ((سترون ربكم .. الخ)).
والجواب عن هذه الشبه: أمَّا الآية الأولى والثانية فنقول: إنَّ ذلك من مجاز الحذف، وهو كثيرٌ في القرآن الكريم، وفى لغة العرب، فقوله تعالى:]إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ[ أي الى ثواب ربها، وقوله تعالى: ]كَلاَّ إنَّهم عَنْ رَبِّهِمْ[ أي عن ثواب ربهم ومثل هذا: ]وَاسْأَلِِ القَرْيَةَ[ [يوسف/82] أى أهل القرية، ]وجَاءَ رَبُّكَ [ [الفجر/22] أى أمر ربك.