سمعنا نداء المستغيث
بصوتٍ فصيح مسمعٍ كل عاقلٍ
إذا ما قضى ربي بكفري بزعمكم
سؤالُ امرءٍ ذي همة وشهامة
على غرة في القوم منه بزعمهٍ
أضاف إلينا ما ندين بنفيه
وأطلق إطلاقاً أعمَّ بلفظه
وما ذاك إلا مذهبٌ لعصابةٍ
أضافوا إلى الرحمن قبح فعالهم
وقالوا قضاه الله فينا وشأه
وحسبهمُ عاراً مقالك ملزماً
إذا شاء ربي الكفر منيَ شئته
وإن يتحاشى عن شناعة قولهم
على أننا لا ننكر القول بالقضاء
وهاك جواباً قامعاً كل شبهةٍ
إذا ما قضى ربّ العباد عليهم
فلِم بعث الرسل الكرام إليهم
وكيف جواب الله للخلق إن أتَتْ
تقول إله الناس أنت وعدتنا
فإنك لا ترضى حكومة جائر
وجاءت براهين العقول شواهداً
ففيمَ تعذبنا وأنت إلهنا

إلى علماء الدين في كل وجهة
ألا أشفوا جميعاً لي هيامي وعلتي
ولمْ يرضَهُ فما وجه حيلتي
وبعض ذكاءٍ وانتباهٍ وفطنةِ
وزلة جهلٍ لا تقاس بزلةٍ
عن الله في سرِ وجهرٍ وخفية
أكابر أهل الدين من كل فرقةِ
تعامت عن الحق المبين وضلتِ
وليس الذي ينفي القبيح كمثبت
فجاءوا على الباري بأعظم فرية
لهم في خلال النظم أعظم شنعة
فهل أنا عاصٍ باتباع المشيتِّي
طوائف أهل الكفر من كل ملة
من الله علماً سابقاً في البرية
بأوضح برهان وأظهر حجة
بأفعالهم خلقاً وإيجاب قدرة
وبوعد وإيعاد بنار وجنة
تجادلها عن نفسها كل أمة
مواعدَ صدقٍ في كتاب وسنةِ
ولا تظلمَنَّ الخلق مثقال ذرّةِ
بأنك ذو جود وعدلٍ وحكمةِ
قضيت علينا كل كفرٍ وفتنةِ

.إلخ، وهذا الإلزام من الذمي قد حكاه المقبلي في الأبحاث المسددة وحكى جواب إبن تيمية عنه وبين عوار إبن تيمية في ذلك الجواب، وإنما أستوفيناه وسقنا جواب الإمام لتمام الفائدة.

الإلزام الخامس: أنه يلزمهم التسوية بين الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم وبين إبليس  لعنه الله  لأن الرسول يدعوهم إلى خلاف ما أراده الله منهم كما أن إبليس يدعوهم إلى ما أراده الله منهم بل يكون الرسول أسوأ حالاً من إبليس ـ لعنه الله ـ لأن إبليس يدعوهم إلى ما أراده الله منهم بزعمهم والرسول يدعوهم إلى خلافه، وكل مذهب يؤدي إلى هذا فناهيك به فساداً.

الإلزام السادس: أن مذهبهم يؤدي إلى الإغراء بالمعاصي وترك التوبة لأن أحد شرائط التوبة الإعتراف، وقولك اذاتبت تبت،وإذا كانت المعاصي من فعل الله تعالى فلا يتصور من العبد الإعتراف.

54 / 203
ع
En
A+
A-