‹
ع
En
›
قال أبو الحسين: العلم بأنّا المحدثون لأفعالنا ضروري لامجال للشك فبه، لإنَّ العقلاء يعلمون بعقولهم حسن الأمر بها والنهى عنها، والترغيب والترهيب والمدح والذم، ويعللون ذلك بكونه فعله، وكل ذلك فرع على أنَّهم المحدثون لها، ومحال أن يُعْلَم الفرع ضرورة، والأصل استدلالاً.
وأمَّا القائلون بأنَّ العلم بهذه المسألة إستدلالي، فلهم حجج عقلية، وسمعية.
فالعقلية: كثيرة إلاَّ أنّا نذكر منها مايوضح المراد، فنقول:
الحجة الأولى التفرقة الضروربة بين حركة الساقط، والصاعد، والمرتعش، والباطش، والحيوان، والجماد، وهذه الحجة أعترف بها الخصوم، من الأشاعرة وتعلقوا بالكسب.
الحجة الثانية تعلق المدح والذم ونحوهما بالفاعل، من حيث أنَّه فاعل دون شكله ولونه وسوطه وسيفه.