قال الإمام عزالدين u: لكنهم وإن أضافوها إلى الله تعالى، فهم لايطلقون القول بأنه يفعل القبيح، لأنها غير قبيحة عندهم، بناءً على أصلهم في نفي القبح العقلي.

[تنبيـــه]: القائل بأنَّهُ تعالى يفعل القبائح ليس بعدلي، فمَنْ أضاف أفعال العباد إلى الله تعالى لم يكن قائلاً بالعدل، ولاينفـعه القول به لفظاً، لأنَّا متعبدون باعتقاد العدل، ونفي القبح.

إذا عرفت هذا فلنشر إلى بعض الأدلة العقلية والنقلية على أنَّ الله تعالى لايفعل القبيح.

الدلالة الأولىالدلالة الأولى: ماذكره أبو الحسين البصري وهو أنَّ القادر لايفعل الفعل إلاَّلداع، والدّاعي الى فعل القبيح ليس إلاَّجهل الفاعل بقبحه، أو جهله بغنائه عنه، أو حاجته اليه، أو شهوته له، وهذه الأمور كلها مستحيلة في حق الله تعالى، فلاجرم استحال منه تعالى فعل القبيح.

قال الإمام يحيى بن حمزة u: وحاصله أنه تعالى قد فُقِدَ داعيه، وخلص صارفه عن الفعل، وكل من فقد داعيه وخلص صارفه فانه لايفعله.

45 / 203
ع
En
A+
A-