واعلم أنَّ الأدلة التي استدل بها علمائنا على إبطال تأثير الطبع، وتأثير العلة أوالنجوم عند القائل بها أو العقول العشرة عند القائل بها يصح أن يكون هنا دليلاً لإبطال تأثير العنصر، أوالأصول على قول المطرفية، لأن المورد واحد، وإن اختلفت العبارات وفي هذا القدر كفاية، ومن أحب التوسع رجع إلى كتب الأصول المبسوطة، والله الموفق والهادي.

هل علم الله سابقوأما الجواب عن المسألة الثانية:(وهي مسألة عالم)

فأقول: إعلم وفقنا الله وإياك وسدّدنا أنَّ مسائل الصفات قد اختلف فيها الموحدون مع إجماعهم أن الله تعالى يوصف بأنه عالم وقادر وحي وموجود، إلى آخر الصفات وإنَّما الخلاف هل هي زائدةٌ على الذات؟ أمْ هي معاني؟ أم صفاته سبحانه ذاته؟ أووَاجبةٌ لِذاته؟ مع أنَّ الصفات تنقسم إلى قسمين:صفة ذات، وصفة فعل ،وتنقسم أيضاً إلى صفات إثبات، وصفات نفي، ومسألة عالم التي نحن بصددذكرها هي صفة ذات، وهي أيضاً، من صفات الإثبات، والمختار أنَّ صفاته سبحانه ذاته، وهو رأي أئمتنا صلوات الله عليهم لأنَّ الصفة والوصف هو المعنى القائم بالجسم كالعلم القائم بالإنسان، ولمَّا كان هذا مستحيلاً في حقه تعالى لإستحالة كونه حالاًّأومحلولاً، لأنها تقتضي الجسمية وهوليس بجسم ولاعرض، ولوكانت زائدة على الذات أومعنى غير الذات لكانت غير الله، ولزم قدمها فيتعدد القدماء وذلك باطل، أوحدوثها ولزم التعطيل، وقد قال بعض علماء ألآل عليهم السلام في الصفات: نفاها قومٌ فعطَّلوا،وأثبتها آخرون فجسموا، وخرجوا إلى ضربٍ من التشبيه، والتكييف، والفصل سلوك الطريق الوسطى، فدين الله بين المقصر والغالي. والكلام في الصفة فرع على الكلام في الذات، فإذا كان المعلوم أنَّ إثباته تعالى إثبات وجود لاإثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته، إنماهو إثبات وجود لاتحديد ولاتكييف. ا هــ. وهوكلام نفيس.

 وفي توحيد زين العابدين عليه السلام: فأسماؤه تعبير وأفعاله تفهيم . اهــ.

وقد قال تعالى:]ليسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ[ [الشورى/11].

38 / 203
ع
En
A+
A-