ألاَ راح بالـرهن الـخليط فـهجروا       

                                          ولـم يُقْضَ مـن بين العشيات عُنْصُرُ

ومنه الحديث: ((يرجع كل ماءٍ إلى عنصره))، إنتهى بتلخيص.

إذا عرفت أنّ  العنصر هوأصل الشيء فاعلم أنه لم يقع إختلاف بين خير القرون من الصحابة والتابعين وتابعيهم’ بل دانوا بأنّ العالم وهوماسوى الله تعالى محدث، وأن الله اخترعه من العدم، ولاتأثير لعنصر ولاعلة، ولامادة، ولاطبع، ولم يعرفوا شيئاً من هذه، لاالطبع ولا المادة ولاغيرها، بل لم يحدث الخلاف إلابعد أنْ دخلت عليهم الفلسفة، وتُرجمت كتبها في العصر العباسي، فهي دخيلة على الإسلام والمسلمين، وتفصيل المذاهب والأقوال يؤدي إلى الإسهاب والإطناب، وقدحكى علماء الأصول تلك الأقوال واستوفوا الردود عليها بمالامزيد عليه.

وخلاصة القول: أنّه لاتأثير في إيجاد العالم إلاَّللصانع المختار، وهوالله  Y، وهوالذي أوجده واخترعه من العدم، لإنَّ العنصر الذي هوأصل الشيء، إنْ كان موجوداً قبل أن يُوجد الله الشيءَ الذي العنصرأصله فلامعنى للإيجاد، لإنه موجودٌ قبل أن يوجده اللَّهَ، وتحصيل الحاصل محال، ويعود السؤال، فإمَّا أن يكون ذلك العنصر قديماً لزم أن يكون مع الله قدماء، أويكون محدثاً، فلابد له من محدث، وأيضاً فإنه قد صح أنَّ العالم متغير، ومتحرك، وساكن، بعد أن لم يكن، وكل ماهذا شأنه فهو محدث، على أنَّ هذا المقال المسئول عنه لايعقل، وقد قالت المطرفية أنَّ الأصولَ الأربعة التي هي: الهواء، والماء، والأرض، والنار،محدثة أوجدها الله تعالى، لكنهم زعموا أنَّ التأثير في الفروع لهذه الأصول، وهذا مقال باطل للأدلة القاطعة أنه لاتأثير إلاَّللفاعل المختار،والعنصر، وهذه الأصول غيرحيّة ولاقادرة ،ولاتأثير إلاَّ للحي القادر.

37 / 203
ع
En
A+
A-