وأشهد أنَّ لاإلــه إلاَّهوَ تـنـزه عن مشابهة المخلوقين، وتقدَّس عما يقوله المبطلون، وللِّهِ الأسماءُ الحسنى وله المثل الأعلى.
وأشهد أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، أرسَلهُ بالهُدَى ودين الحق ليهلك من هلك عن بيِّنَة ويحيى من حي عن بينة، فبلّغ الرّسالة وأدَّى الأمانةَ ونصحَ الأمَّة وبشّر وحذَّر وأنذَر وعبدَ ربَّه حتى أتاه اليقين صلى الله عليه وعلى آله هداة المهتدين، وأمان هذه الأمة إلى يوم الدين.
وبـعـد:
فإنها وردت أسئلة من طالب للنجاة يطلب كشف غياهبها ويستمد إيضاح مشكلها، على أنها بحمد الله نيِّرة الدلائل مكشوفة للمسؤل والسائل، وما أحسب أن السائل ممن يستشكلها وإنما ذلك من باب: كم عارفٍ بالشيء وهو يسأل، فتصديت للجواب راجياً للثواب، وإن لم أكن من رجال هذا الشأن ولا من فرسان ذلك الميدان، ولكن من قُدِرَ عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله، وهذا حين الشروع في ذلك نسأل الله الإعانة على سلوك تلك المسالك، وقد صدَّر السائل سؤالاته بأبيات ضمَّنها المسائل التي يُريد كشفها وبيانها، وقد رأيت عدم زبر ذلك تخفيفاً.
وهذا جوابُ ذلك إجمالاً، والتفصيل بعد ذلك نثراً:-