ومـن تعـسف في بـحر الهوى عطبا

]يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا اتَّقُوْا اللهَ وكُوْنُوا مَعَ الصَّادِقِيْنَ[ [التوبة/119]، فبخٍ بخ لِمَن تمسَّك بِعُرْوة الهداة، وركب في سفينة النجاة، ثم حكى الدكتور بُعْدَهم عن كُتُبِ الزيدية، وأن ليس لهم إلاَّ النـزر اليسير من الكتب المطبوعات.

نقول: إنَّ الله تعالى وله الحمد قد يسر وسهل سُبُل المواصلات، فلم يبقَ عُذرٌ للباحث النقاب مع الهمة العلية والتشمير والبحث والتنقير، فمرة بالسؤال عن المعضلات، وفينة بالبحث والتنقيب عن المؤلفات مع تسهيل الطبع والتصوير، مع أن الأئمة السابقين كانوا يرحلون لطلب العلوم الدينية إلى البلدان البعيدة امتثالاً لأمر الرب الرحيم ]فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كلِّ فِرْقةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوْا فِي الدِّيْنِ[ [التوبة/122]، وعملاً منهم بحديث: ((اطلبوا العلم ولو بالصين))، ثم ذكر الدكتور قوله: وأنا أريد أن أسألكم عن مسائل لم أجد جوابها فيما لديَّ من كتب، وأُرِيد أن أقومَ بتبادل الآراء في مسائل فقهية وكلامية، وأتمنى أن ترضوا بذلك إلخ.

أقول: إنَّ السائل لم يأت إلا من الباب الذي دلّ عليه السنة والكتاب ]فَاسْأَلُوْا أهْلَ الذِّكْرِ[، وفي حديث: ((إنَّ هذا العلم خزائن ومفاتحه السؤال فاسألوا يرحمكم الله))، وعلماء الزيدية في اليمن كثيرون، وهم يُرَحِبُّون بِكل مُسْترشد يطلب البيان والدلالة على الحق القويم، والهداية إلى الصراط المستقيم.

قال السائل: وهذه رسالتي وأريد أن أسأل عن مسائل تاريخية ...إلخ..

144 / 203
ع
En
A+
A-