قالوا: قال تعالى: ]وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِيْنَ والْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتَهِا الأنْهَارُ[ [التوبة/72] والإيمان التصديق، والفاسق مصدق.
قلنا: الإيمان التصديق لغة، وشرعاً من أتى بالواجبات واجتنب المقبحات، فصار حقيقة شرعية لقوله تعالى: ]إِنَّمَا الْمُؤْمِنُوْنَ الَّذِيْنَ إذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوْبُهُم وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إيْمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُوْنَ[ الآية [الأنفال/2] وقوله تعالى: ]والْمُؤْمِنُوْنَ والْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍٍ يَأْمُرُوْنَ بِالْمَعْرُوْفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيْمُوْنَ الصَّلاَةَ ويُؤْتُوْنَ الزَّكَاةَ ويُطِيْعُوْنَ اللهَ وَرَسُوْلَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إنَّ اللهَ عَزِيْزٌ حَكِيْمُ[ [التوبة/71] وعد الله المؤمنين والمؤمنات أي الموصوفين بهذه الصفات فبطل ما زعموا.
قالوا: قال تعالى: ]ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُوْنَ[ [البقرة/52].
قلنا: قوله تعالى: ]لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُوْنَ[ دليل على أنه إنما عفى عنهم في الدنيا بأن لم يعجل عقابهم على ما فعلوه، وأما ما يتمسك به القائلون بأن الوعيد واصل بأهل الكبائر وأنهم يدخلون النار ولكن يخرجون عنها، فقالوا: قال تعالى: ]فَأَمَّا الَّذِيْنَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيْهَا زَفِيْرٌ وشَهِيْقٌ خَالِدِيْنَ فِيْهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ والأرْضُ إلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيْدُ[ [هود/106، 107].
قالوا: قد علق بقائهم في النار بدوام السموات والأرض وهي زائلة، وما علق بالزائل فهو زائل، وقالوا: الإستثناء بقوله: ]إلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ[ المراد به إخراج الفساق دون الكفار، وقالوا: قوله: ]إنَّ رَبَّكَ فعَّالٌ لِِمَا يُرِيْدُ[يعني إخراج البعض وهم الفساق، وأيضاً البعض وهم الكفار.