*** المطلب الرابع المطلب الرابع في ذكر شبه الخصم

واعلم: أن للخصوم شُبهاً يستدلون بها أن الشفاعة للعاصين، فمنها حديث: ((شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي)) وهو في سنن الترمذي وابن ماجة وبمعناه عندهم أحاديث كثيرة، زعم بعضهم بلوغها حد التواتر.

والجواب عن تلك الأحاديث: أنها آحادية والظني لا يعارض القاطع، وأدلتنا قطعية وقد قدمناها.

قال مولانا علامة الآل عبدالله بن الإمام الهادي القاسمي رحمه الله في الجواب الأسد: والأحاديث المدعاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد بينا لك أنه لم يروها غيرهم، ودعوى الخصم على الخصم لا يقطعها إلا البينة أو تسليم الخصم وكلاهما معدومان، ولا زال أهل العدل ينازعونهم في صحتها إلى الآن، ومن أنصف من نفسه وطرح الهوى عرف أن في سياق تلك الأحاديث ومتونها من التفاوت والتخالف والنبو عن بعضها بعضاً ما يحكم العقل السليم والقرآن الكريم باستحالة كونها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأن فيها الموهوم والمكذوب إلـخ

ثم أجاب عن حديث ((شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي)) بوجوه.

125 / 203
ع
En
A+
A-