قلنا: هي موضوعة للإستغراق فلا تستعمل في غيره إلا لقرينة ولا قرينة هنا.

 قالوا: القرينة موجودة وهي قوله تعالى قبلها: ]كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُوْنَ بِالدِّيْنِ[ [الإنفطار/9] والتكذيب به كفر فيحمل اللفظ على الكافر المتقدم.

 قلنا: أقرب لفظٍ إليها قوله تعالى: ]وإنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِيْنَ[ [الإنفطار/10] وهذا الحكم عام لكل مكلف، وقوله تعالى: ]إنَّ الأبْرارَ...[ إلخ [الإنفطار/13] مسوق لبيان نتيجة الحفظ والكتابة من الثواب والعقاب، فهي كالتفسير لما قبلها وتقسيمهم إلى مثاب ومعاقب.

 الوجه الثاني: من وجوه الإحتجاج إخباره بأنهم يصلونها يوم الدين، ويوم الدين هو يوم الجزاء، ولا وقت إلا ويدخل فيه كما يقال يوم الدنيا ويوم الآخرة.

 الوجه الثالث: قوله تعالى: ]وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِيْنَ[ فنفى غيبتهم عنها نفياً مؤكداً كقوله: ]ومَا هُمْ بِخَارِجِيْنَ مِنْهَا[ [المائدة/37] وإذا لم يكن هناك موت ولا غيبة فليس بعدهما إلا الخلود الدائم، ولما كان اسم الفاجر يتناول صاحب الكبيرة ثبت بقاء أصحاب الكبائر في النار دائماً وذلك ينافي ثبوت الشفاعة لهم، فتعين ثبوتها للمطيعين دونهم وهو المطلوب.

112 / 203
ع
En
A+
A-