وقال القرشي في المنهاج: هي السؤال المتضمن جلب نفع إلى الغير أو دفع ضرر عنه على وجهٍ يكون غرض السائل حصول ما سأل لأجل سؤاله وهو قريب من المعنى العرفي إلا أن ظاهره يشمل طلب النفع أو دفع الضرر للمطلوب نفسه وهو لا يسمى شفاعة، قال المهدي   uلا لغة ولا عرفاً ولا شرعاً، ولا يجب في الشافع أن يكون أعلا رتبه من المشفوع إليه، ولا أن يكون أعلا من المشفوع له، ولا يعتبر أن يكون أبلغ حظاً من المشفوع له عند المشفوع إليه إلا في ذلك المطلوب إذ قد يشفع الأجنبي للولد عند أبيه في أمرٍ، ولا شك أن حظ الولد في غير ذلك الأمر أبلغ عند الوالد من الشفيع، أما لو كان المشفوع له أبلغ حظاً في المطلوب بعينه نظر فإن كان لا يحصل من دون الشفاعة فالطلب شفاعة، وإن كان يحصل من دونها ولم يحصل بها زيادة من حث وتعجيل فليس الطلب شفاعة، وذلك كصلاتنا على الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم والملائكة إذ المطلوب حاصل لهم من دون شفاعتنا، وإنما تحصل المنفعة لنا بذلك، ذكر معنى هذا الإمام المهدي  uومولانا العلامة الحجة علي بن محمد العجري - رحمه الله - في مفتاح السعادة وهو الذي احترز عنه القرشي بقوله لأجل سؤاله، واحترز به صاحب الغياصة بقوله: غرض السائل حصول ما سأل لأجل سؤاله، وأركان الشفاعة أربعة: شافع، ومشفوع فيه، ومشفوع إليه، ومشفوع له المطلب الثاني المطلب الثاني: في بيان موضوعها وبيان المشفوع له

 اعلم: أن الجمهور ذهبوا إلى أن موضوع الشفاعة جلب النفع ودفع الضرر، وقالت المجبرة: بل موضوعها دفع الضرر فقط هكذا أطلق الرواية عنهم الإمام المهدي عليهِ السّلام، ونسبه القرشي إلى أهل الإرجاء، قال مولانا  الحجة علي بن محمد العجري - رحمه الله: وفي إطلاقها نظر فإن بعضهم ومنهم الرازي يقول إنها للأمرين يعني جلب النفع ودفع الضرر، احتج الجمهور : بأنه يجوز أن يقال: شفعت إلى الأمير في قضاء حاجة، فلأن أو للزيادة في عطائه كما يقال شفع إليه ليصفح عنه، وكذلك يقال شفع فلان إلى فلان ليقضي دينه أو ليغني فقره أو نحو ذلك، ومنه قوله تعالى في وصف الملائكة ]ويَسْتَغْفِرُوْنَ لِلَّذِيْنَ آمَنُوْا ...الآية[ [غافر/7] فإنهم قد سألوا للمؤمنين دفع المضرة بالإستغفار لهم، وبقوله: ]وقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيْمِ[ [غافر/7]، وجلب المنفعة بقوله: ]وأدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ ...الآية[ [غافر/8] ويدل على ذلك قول الشاعر:

آتينا سليـمان الأمـير نـزوره            وكـان امرءً يحيى ويكرم زائره

كلى شافعي زواره من ضـميره            عن البـخل ناهيه وبالجود آمره

 وقال آخر :

104 / 203
ع
En
A+
A-